الثاني : أنها الشدة، وهو قول أبي صالح.
الثالث : الصفاقة، قاله خصيف.
الرابع : أنها الطرق، مأخوذ من حبك الحمام طرائق على جناحه، قاله الأخفش، وأبو عبيدة.
الخامس : أنه الحسن والزينة، قاله علي وقتادة ومجاهد وسعيد بن جبير ومنه قول الراجز :
كأنما جللها الحواك... كنقشة في وشيها حباك
السادس : أنه مثل حبك الماء إذا ضربته الريح، قاله الضحاك. قال زهير :
مكلل بأصول النجم تنسجه... ريح الشمال لضاحي مائة حبك
السابع : لأنها حبكت بالنجوم، قاله الحسن. وهذا قسم ثان.
﴿ إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني في أمر مختلف، فمطيع وعاص، ومؤمن وكافر، قاله السدي.
الثاني : أنه القرآن فمصدق له ومكذب به، قاله قتادة.
الثالث : انهم أهل الشرك مختلف عليهم بالباطل، قاله ابن جريج.
ويحتمل رابعاً : أنهم عبدة الأوثان والأصنام يقرون بأن الله خالقهم ويعبدون غيره. وهذا جواب القسم الثاني.
﴿ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ﴾ فيه ستة تأويلات :
أحدها : يضل عنه من ضل، قاله ابن عباس.
الثاني : يصرف عنه من صرف، قاله الحسن.
الثالث : يؤفن عنه من أفن، قاله مجاهد، والأفن فساد العقل.
الرابع : يخدع عنه من خدع، قاله قطرب.
الخامس : يكذب فيه من كذب، قاله مقاتل.
السادس : يدفع عنه من دفع، قاله اليزيدي.
﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : لعن المرتابون، قاله ابن عباس.
الثاني : لعن الكذابون، قاله الحسن.
الثالث : أنهم أهل الظنون والفرية، قاله قتادة.
الرابع : أنهم المنهمكون، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً.
وقوله :﴿ قُتِلَ ﴾ ها هنا، بمعنى لعن، والقتل اللعن. وأما الخراصون فهو جمع خارص. وفي الخرص ها هنا وجهان :
أحدهما : أنه تعمد الكذب، قاله الأصم.
الثاني : ظن الكذب، لأن الخرص حزر وظن، ومنه أخذ خرص الثمار.
وفيما يخرصونه وجهان :
أحدهما : تكذيب الرسول ﷺ.
الثاني : التكذيب بالبعث. وفي معنى الأربع تأويلات وقد تقدم ذكرها في أولها ﴿ الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : في غفلة لاهون، قاله ابن عباس.
الثاني : في ضلالاتهم متمادون، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً.
الثالث : في عمى وشبهة يترددون، قاله قتادة.
ويحتمل رابعاً : الذين هم في مأثم المعاصي ساهون عن أداء الفرائض.
﴿ يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ﴾ أي متى يوم الجزاء. وقيل : إن أيان كلمة مركبة من أي وآن.
﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ﴾ في ﴿ يُفْتَنُونَ ﴾ ثلاثة أوجه :
أحدها : أي يعذبون، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر :
كل امرىء من عباد الله مضطهد... ببطن مكة مقهور مفتون
الثاني : يطبخون ويحرقون، كما يفتن الذهب بالنار، وهو معنى قول عكرمة والضحاك.
الثالث : يكذبون توبيخاً وتقريعاً زيادة في عذابهم.
﴿ ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ ﴾ الآية. فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : معنى فتنتكم أي عذابكم، قاله ابن زيد.
الثاني : حريقكم، قاله مجاهد.
الثالث : تكذبيكم، قاله ابن عباس.


الصفحة التالية
Icon