﴿ وَالسَّقْفِ المَرْفُوعِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنه السماء، قاله علي.
الثاني : أنه العرش، قاله الربيع.
﴿ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه جهنم، رواه صفوان بن يعلى عن النبي ﷺ.
الثاني : هو بحر تحت العرش، رواه أبو صالح عن علي رضي الله عنه.
الثالث : هو بحر الأرض، وهو الظاهر.
وفي قوله :﴿ الْمَسْجُورِ ﴾ سبعة تأويلات :
أحدها : المحبوس، قاله ابن عباس والسدي.
الثاني : أنه المرسل، قاله سعيد بن جبير.
الثالث : الموقد ناراً، قاله مجاهد.
الرابع : أنه الممتلىء، قاله قتادة.
الخامس : أنه المختلط، قاله ابن بحر.
السادس : أنه الذي قد ذهب ماؤه ويبس، رواه ابن أبي وحشية عن سعيد بن جبير.
السابع : هو الذي لا يشرب من مائه ولا يسقى به زرع، قاله العلاء بن زيد.
هذا آخر القسم، وجوابه :﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لوَاقِعٌ ﴾ روى الكلبي : أن جبير بن مطعم قدم المدينة ليفدي حريفاً له يقال له مالك أسر يوم بدر، فوجد رسول الله ﷺ في صلاة [ المغرب ] يقرأ ﴿ وَالطُّورِ ﴾ فجلس مستمعاً، حتى بلغ قوله تعالى :﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴾ فأسلم جبير خوفاً من العذاب، وجعل يقول : ما كنت أظن أن أقوم من مقامي، حتى يقع بي العذاب.
﴿ يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْراً ﴾ فيه سبعة تأويلات :
أحدها : معناه تدور دوراً، قاله مجاهد، قال طرفة بن العبد :
صهابية العثنون موجدة القرا... بعيدة وخد الرجل موارة اليد.
الثاني : تموج موجاً، قاله الضحاك.
الثالث : تشقق السماء، قاله ابن عباس لقوله تعالى ﴿ فَإِذَا بُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً ﴾ الآية.
الرابع : تجري السماء جرياً، ومنه قول جرير :
وما زالت القتلى تمور دماؤها... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
الخامس : تتكفأ بأهلها، قاله أبو عبيدة وأنشد بيت الأعشى :
كأن مشيتها من بيت جارتها... مور السحابة لا ريث ولا عجل
السادس : تنقلب انقلاباً.
السابع : أن السماء ها هنا الفلك، وموره اضطراب نظمه واختلاف سيره، قاله ابن بحر.
﴿ يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : يدفعون دفعاً عنيفاً ومنه قول الراجز :
يدعه بصفحتي حيزومه... دع الوصي جانبي يتيمه
قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وابن زيد.
الثاني : يزعجون إزعاجاً، قاله قتادة.
ويحتمل ثالثاً : أن يدعهم زبانيتها بالدعاء عليهم.