﴿ فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ ﴾ يعني يوم القيامة.
﴿ فَكَانَتْ وَرْدَةً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : وردة البستان، وهي حمراء، وقد تختلف ألوانها لكن الأغلب من ألوانها الحمرة، وبها يضرب المثل في لون الحمرة، قال عبد بني الحسحاس :
فلو كنت ورداً لونه لعشقتني | ولكن ربي شانني بسواديا |
الثاني : أنه أراد بالوردة الفرس الورد يكون في الربيع أصفر وفي الشتاء أغبر، فشبه السماء يوم القيامة في اختلاف ألوانها بالفرس الورد، لاختلاف ألوانه، قاله الكلبي والفراء.
وفي قوله :﴿ كَالدِّهَانِ ﴾ خمسة أوجه :
أحدها : يعني خالصة، قاله الضحاك.
الثاني : صافية، قاله الأخفش.
الثالث : ذات ألوان، قاله الحسن.
الرابع : صفراء كلون الدهن، وهذا قول عطاء الخراساني، وأبي الجوزاء.
الخامس : الدهان أديم الأرض الأحمر، قاله ابن عباس، قال الأعشى :
وأجرد من فحول الخيل طرف | كأن على شواكله دهانا |
﴿ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ ﴾ فيه خمسة أقاويل :
أحدها : كانت المسألة قبل، ثم ختم على أفواههم وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون، قاله قتادة.
الثاني : أنه لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا، قاله ابن عباس.
الثالث : لا يسأل الملائكة عنهم لأنهم قد رفعوا أعمالهم في الدنيا، قاله مجاهد.
الرابع : أنه لا يسأل بعضهم بعضاً عن حاله لشغل كل واحد منهم بنفسه، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً.
الخامس : أنهم في يوم تبيض فيه وجوه وتسود فيه وجوه فهم معروفون بألوانهم فلم يسأل عنهم، قاله الفراء.
﴿ يَطُوفَونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ ﴾ قال قتادة : يطوفون مرة بين الحميم، ومرة بين الجحيم، والجحيم النار، والحميم الشراب.
وفي قوله تعالى :﴿ ءَانٍ ﴾ ثلاثة أوجه :
أحدها : هو الذي انتهى حره وحميمه، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي، ومنه قول النابغة الذبياني :
وتخضب لحية غدرت وخانت | بأحمر من نجيع الجوف آن |
الثاني : أنه الحاضر، قاله محمد بن كعب.
الثالث : أنه الذي قد آن شربه وبلغ غايته، قاله مجاهد.