وفي قوله تعالى :﴿ وَلاَ يُنزِفُونَ ﴾ أربعة أوجه :
أحدها : لا تنزف عقولهم فيسكرون، قاله ابن زيد، وقتادة.
الثاني : لا يملون، قاله عكرمة.
الثالث : لا يتقيئون، قاله يحيى بن وثاب.
الرابع : وهو تأويل من قرأ بكسر الزاي لا يفنى خمرهم، ومنه قول الأبيرد :

لعمري لئن أنزفتم أو صحوتم لبئس الندامى أنتم آل أبجرا
وروى الضحاك عن ابن عباس قال : في الخمر أربع خصال : السكر، والصداع، والقيء، والبول، وقد ذكر الله خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال.
﴿ وَحُورٌ عِينٌ ﴾ والحور البيض سمين لبياضهن، وفي العين وجهان :
أحدهما : أنهن كبار الأعين، كما قال الشاعر :
إذا كبرت عيون من النساء ومن غير النساء فهن عين
الثاني : أنهن اللاتي سواد أعينهن حالك، وبياض أعينهن نقي، كما قال الشاعر :
إذا ما العين كان بها احورار علامتها البياض على السواد
﴿ كَأَمْثَالِ اللؤْلُؤِ الْمَكْنُُونِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : في نضارتها وصفاء ألوانها.
الثاني : أنهن كأمثال اللؤلؤ في تشاكل أجسادهن في الحسن من جميع جوانبهن، كما قال الشاعر :
كأنما خلقت في قشر لؤلؤة فكل أكنافها وجه لمرصاد
﴿ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : لا يسمعون في الجنة باطلاً ولا كذباً، قاله ابن عباس.
الثاني : لا يسمعون فيها خُلفاً، أي لا يتخالفون عليها كما يتخالفون في الدنيا، ولا يأثمون بشربها، كما يأثمون في الدنيا، قاله الضحاك.
الثالث : لا يسمعون فيها شتماً ولا مأثماً، قاله مجاهد.
يحتمل رابعاً : لا يسمعون مانعاً لهم منها، ولا مشنعاً لهم على شربها.
﴿ إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : لكن يسمعون قولاً ساراً وكلاماً حسناً.
الثاني : لكن يتداعون بالسلام على حسن الأدب وكريم الأخلاق.
الثالث : يعني قولاً يؤدي إلى السلامة.
ويحتمل رابعاً : أن يقال لهم هنيئاً.


الصفحة التالية
Icon