قوله تعالى :﴿ ونفخ في الصُّور فصعق مَنْ في السموات ومن في الأرض ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن الصعق الغَشي، حكاه ابن عيسى.
الثاني : وهو قول الجمهور أنه الموت وهذا عند النفخة الأولى.
﴿ إلا من شاء الله ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام. وملك الموت يقبض أرواحهم بعد ذلك، قاله السدي ورواه أنس عن النبي ﷺ.
الثاني : الشهداء، قاله سعيد بن جبير.
الثالث : هو الله الواحد القهار، قاله الحسن.
﴿ ثم نفخ فيه أخرى ﴾ وهي النفخة الثانية للبعث.
﴿ فإذا هم قيام ينظرون ﴾ قيل قيام على أرجلهم ينظرون إلى البعث الذي وعدوا به.
ويحتمل وجهاً آخر ينظرون ما يؤمرون به.
قوله تعالى :﴿ وأشرقتِ الأرض ﴾ إشراقها إضاءتها، يقال أشرقت الشمس إذا أضاءت، وشَرَقت إذا طلعت.
وفي قوله ﴿ بِنُورِ رَبِّها ﴾ وجهان :
أحدهما : بعدله، قاله الحسن.
الثاني : بنوره وفيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه نور قدرته.
الثاني : نور خلقه لإشراق أرضه.
الثالث : أنه اليوم الذي يقضي فيه بين خلقه لأنه نهار لا ليل معه.
﴿ ووضع الكتاب ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : الحساب، قاله السدي.
الثاني : كتاب أعمالهم، قاله قتادة.
﴿ وجيء بالنبين الشهداء ﴾ فيهم قولان :
أحدهما : أنهم الشهداء الذين يشهدون على الأمم للأنبياء أنهم قد بلغوا، وأن الأمم قد كذبوا، قاله ابن عباس.
الثاني : أنهم الذين استشهدوا في طاعة الله، قاله السدي.
﴿ وقضي بينهم بالحق ﴾ قال السدي بالعدل ﴿ وهم لا يظلمون ﴾ قال سعيد بن جبير لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم.


الصفحة التالية
Icon