﴿ يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ ﴾ معناه يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى آمنوا بمحمد.
﴿ يُؤْتِكُم كِفْلَينِ مِن رَّحْمَتِهِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن أحد الأجرين لإيمانهم بمن تقدم من الأنبياء، والآخر لإيمانهم بمحمد ﷺ، قاله ابن عباس.
الثاني : أن أحدهما : أجر الدنيا، والآخر أجر الآخرة، قاله ابن زيد.
ويحتمل ثالثاً : أن أحدهما أجر اجتناب المعاصي، والثاني أجر فعل الطاعات.
ويحتمل رابعاً : أن أحدهما أجر القيام بحقوق الله والثاني أجر القيام بحقوق العباد.
﴿ وَيَجْعَلَ لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه القرآن، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه الهدى، قاله مجاهد.
ويحتمل ثالثاً : أنه الدين المتبوع في مصالح الدنيا وثواب الآخرة. وقد روى أبو بريدة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال : قال رسول الله ﷺ « ثَلاَثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَينِ : رَجُلٌ آمَنَ بِالكِتَابِ الأَوَّلِ وَالْكِتَابِ الآخِرِ، وَرَجُلٌ كَانَتْ لَه أَمَةٌ فَأَدَّبَهَا وَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، وَعَبْدٌ مَمْلُوكٌ أَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ وَنَصَحَ لَسَيِّدِهِ ».
﴿ لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾ قال الأخفش : معناه ليعلم أهل الكتاب وأن « لا » صلة زائدة وقال الفراء : لأنْ لا يعلم أهل الكتاب و « لا » صلة زائدة في كلام دخل عليه جحد.
﴿ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : من دين الله وهو الإسلام قاله مقاتل.
الثاني : من رزق الله، قاله الكلبي.
وفيه ثالث : أن الفضل نعم الله التي لا تحصى.


الصفحة التالية
Icon