﴿ يَأيها الذين ءامنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس.. ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : مجلس النبي ﷺ خاصة إذا جلس فيه قوم تشاحوا بأمكنتهم على من يدخل عليهم أن يؤثروه بها أو يفسحوا له فيها، فأمروا بذلك قاله مجاهد.
الثاني : أنه في مجالس صلاة الجمعة، قاله مقاتل.
الثالث : أنها في مجالس الذكر كلها، قاله قتادة.
الرابع : أن ذلك في الحرب والقتال، قاله الحسن.
﴿... وإذا قيل انشزوا فانشزوا ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : معناه وإذا قيل لكم انهضوا إلى القتال فانهضوا، قاله الحسن.
الثاني : إذا دعيتم إلى الخير فأجيبوا، قاله قتادة.
الثالث : إذا نودي للصلاة فاسعوا إليها، قاله مقاتل بن حيان.
الرابع : أنهم كانوا إذا جلسوا في بيت رسول الله ﷺ أطالوا ليكون كل واحد منهم هو الآخر عهداً به، فأمرهم الله أن ينشزوا إذا قيل لهم انشزوا، قاله ابن زيد.
ومعنى ﴿ تفسحوا ﴾ توسعوا. وفي ﴿ انشزوا ﴾ وجهان :
أحدهما : معناه قوموا، قاله ابن قتيبة.
الثاني : ارتفعوا، مأخوذ من نشز الأرض وهو ارتفاعها.
وفيما أمروا أن ينشزوا إليه ثلاثة أوجه :
أحدها : إلى الصلاة، قاله الضحاك.
الثاني : إلى الغزو، قاله مجاهد.
الثالث : إلى كل خير، قاله قتادة.
﴿ يرفع الله الذين ءامنوا منكم ﴾ يعني بإيمانه على من ليس بمنزلته في الإيمان.
﴿ والذين أوتوا العلم درجات ﴾ على من ليس بعالم.
ويحتمل هذا وجهين :
أحدهما : أن يكون إخباراً عن حالهم عند الله في الآخرة.
الثاني : أن يكون أمراً يرفعهم في المجالس التي تقدم ذكرها لترتيب الناس فيها بحسب فضائلهم في الدين والعلم.