« هم قوم لا يعرفون العمل فتكفونهم وتقاسمونهم التمر » يعني مما صار إليهم من نخيل بني النضير، قالوا نعم يا رسول الله.
﴿ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ﴾ فيه ثماينة أقاويل :
أحدها : أن هذا الشح هو أن يشح بما في أيدي الناس يحب أن يكون له ولا يقنع، قاله ابن جريج وطاووس.
الثاني : أنه منع الزكاة، قاله ابن جبير.
الثالث : يعني هوى نفسه، قاله ابن عباس.
الرابع : أنه اكتساب الحرام، روى الأسود عن ابن مسعود أن رجلاً أتاه فقال : إني أخاف أن أكون قد هلكت، قال وما ذاك؟ قال سمعت الله تعالى يقول :
﴿ ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ﴾ وأنا رجل شحيح لا أكاد أخرج من يدي شيئاً فقال ابن مسعود : ليس ذلك بالشح الذي ذكره الله تعالى في القرآن، إنما الشح الذي ذكره الله في القرآن أن تأكل مال أخيك ظلماً ولكن ذلك البخل، وبئس الشيء البخل.
الخامس : أنه الإمساك عن النفقة، قاله عطاء.
السادس : أنه الظلم، قاله ابن عيينة.
السابع : أنه أراد العمل بمعاصي الله، قاله الحسن.
الثامن : أنه أراد ترك الفرائض وانتهاك المحارم، قاله الليث.
وفي الشح والبخل قولان :
أحدهما : أن معناهما واحد.
الثاني : أنهما يفترقان وفي الفرق بينهما وجهان :
أحدهما : أن الشح أخذ المال بغير حق، والبخل أن يمنع من المال المستحق، قاله ابن مسعود.
الثاني : أن الشح بما في يدي غيره، والبخل بما في يديه، قاله طاووس.
﴿ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا ﴾ فيهم قولان :
أحدهما : أنهم الذين هاجروا بعد ذلك، قاله السدي والكلبي.
الثاني : أنهم التابعون الذين جاءوا بعد الصحابة ثم من بعدهم إلى قيام الدنيا هم الذين جاءوا من بعدهم، قاله مقاتل.
وروى مصعب بن سعد قال : الناس على ثلاثة منازل، فمضت منزلتان وبقيت الثالثة : فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت.
وفي قولهم :﴿ اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ﴾ وجهان :
أحدهما : أنهم أمروا أن يستغفروا لمن سبق من هذه الأمة ومن مؤمني أهل الكتاب. قالت عائشة : فأمروا أن يستغفروا لهم فسبّوهم.
الثاني : أنهم أمروا أن يستغفروا للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار.
﴿ ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ﴾ الآية. في الغل وجهان :
أحدهما : الغش، قاله مقاتل.
الثاني : العداوة، قاله الأعمش.