﴿ يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله ﴾ روى معن أو عون ابن مسعود أن رجلاً أتاه فقال : اعهد لي، فقال : إذا سمعت الله يقول :﴿ يأيها الين ءامنوا ﴾ فأرعها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه.
وفي هذه التقوى وجهان :
أحدهما : اجتناب المنافقين.
الثاني : هو اتقاء الشبهات.
﴿ ولتنظر نفس ما قدمت لغد ﴾ قال ابن زيد : ما قدمت من خير أو شر.
﴿ لغد ﴾ يعني يوم القيامة والأمس : الدنيا. قال قتادة : إن ربكم قدم الساعة حتى جعلها لغد.
﴿ واتقوا الله ﴾ في هذه التقوى وجهان :
أحدهما : أنها تأكيد للأولى.
والثاني : أن المقصود بها مختلف وفيه وجهان :
أحدهما : أن الأولى التوبة مما مضى من الذنوب، والثانية اتقاء المعاصي في المستقبل.
الثاني : أن الأولى فيما تقدم لغد، الثانية فيما يكون منكم.
﴿ إن الله خبير بما تعملون ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن الله خبير بعملكم.
الثاني : خبير بكم عليم بما يكون منكم، وهو معنى قول سعيد بن جبير.
﴿ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : نسوا الله أي تركوا أمر الله، فأنساهم أنفسهم أن يعملوا لها خيراً، قاله ابن حبان.
الثاني : نسوا حق الله فأنساهم حق أنفسهم، قاله سفيان.
الثالث : نسوا الله بترك شكره وتعظيمه فأنساهم أنفسهم بالعذاب أن يذكر بعضهم بعضاً، حكاه ابن عيسى.
الرابع : نسوا الله عند الذنوب فأنساهم أنفسهم عند التوبة، قاله سهل.
ويحتمل خامساً : نسوا الله في الرخاء فأنساهم أنفسهم في الشدائد.
﴿ أولئك هم الفاسقون ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : العاصون : قاله ابن جبير.
الثاني : الكاذبون، قاله ابن زيد.
﴿ لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : لا يستوون في أحوالهم، لأن أهل الجنة في نعيم، وأهل النار في عذاب.
الثاني : لا يستوون عند الله، لأن أهل الجنة من أوليائه، وأهل النار من أعدائه.
﴿ أصحاب الجنة هم الفائزون ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : المقربون المكرمون.
الثاني : الناجون من النار، قاله ابن حبان.


الصفحة التالية
Icon