قوله تعالى :﴿ يأيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء ﴾ سبب نزولها أن النبي ﷺ لما أرد التوجه إلى مكة أظهر أنه يريد خيبر، وكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أن النبي ﷺ خارج إليهم وأرسل مع امرأة ذكر أنها سارة مولاة لبني عبد المطلب، فأخبر النبي ﷺ بذلك، فأنفذ علياً وأبا مرثد، وقيل عمر بن الخطاب، وقيل الزبير رضي الله عنهم، وقال لهما، اذهبا إلى روضة خاخ فإنكم ستلقون بها امرأة معها كتاب فخذاه وعودا، فأتيا الموضع فوجداها والكتاب معها، فأخذاه وعادا، فإذا هو كتاب حاطب فقال عمر : ائذن لي يا رسول الله أضرب عنقه فقد خان الله ورسوله فقال ﷺ قد شهد بدراً، فقالوا : بلى ولكنه قد نكث وظاهر أعداءك عليك، فقال رسول الله ﷺ فلعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم إني بما تعملون خبير. ففاضت عينا عمر وقال : الله ورسوله أعلم [ ثم قال رسول الله ﷺ لحاطب ] ما حملك على ما صنعت؟ فقال : يا رسول الله كنت امرأ مصلقاً من قريش وكان لي بها مال فكتبت إليهم بذلك، والله يا رسول الله إني لمؤمن بالله ورسوله، فقال رسول الله ﷺ صدق حاطب فلا تقولوا له إلآ خيراً. فنزلت هذه الآية والتي بعدها.
وفي قوله تعالى :﴿ تسرون إليهم بالمودة ﴾ وجهان :
أحدهما : تعلمونهم سراً أن بينكم وبينهم مودة.
الثاني : تعلمونهم سراً بأحوال النبي ﷺ بمودة بينكم وبينهم.


الصفحة التالية
Icon