﴿ قد كانت لكم أسوة حسنة ﴾ ذكر الكلبي والفراء أنه أراد حاطب بن أبي بلتعة، وفيها وجهان :
أحدهما : سنة حسنة، قاله الكلبي.
الثاني : عبرة حسنة، قاله ابن قتيبة.
﴿ في إبراهيم والذين معه ﴾ من المؤمنين.
﴿ إذ قالوا لقومهم ﴾ يعني من الكفار.
﴿ إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله ﴾ فتبرؤوا منهم فهلا تبرأت أنت يا حاطب من كفار أهل مكة ولم تفعل ما فعلته من مكاتبتهم وإعلامهم.
ثم قال :﴿ كفرنا بكم ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : كفرنا بما آمنتم به من الأوثان.
الثاني : بأفعالكم وكذبنا بها.
﴿ وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك... ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : تأسوا بإبراهيم في فعله واقتدوا به إلا في الاستغفار لأبيه فلا تقتدوا به فيه، قاله قتادة.
الثاني : معناه إلا إبراهيم فإنه استثنى أباه من قومه في الاستغفار له، حكاه الكلبي.
﴿ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ﴾ فيه تأويلان :
أحدهما : معناه لا تسلطهم علينا فيفتنونا، قاله ابن عباس.
الثاني : لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك فنصير فتنة لهم فيقولوا لو كانوا على حق ما عذبوا، قاله مجاهد، وهذا من دعاء إبراهيم عليه السلام.