﴿ فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ﴾ وفي الزيغ وجهان :
أحدهما : أنه العدول، قاله السدي.
الثاني : أنه الميل، إلا أنه لا يستعمل إلا في الزيغ عن الحق دون الباطل.
ويحتمل تأويله وجهين :
أحدهما : فلما زاغوا عن الطاعة أزاغ الله قلوبهم عن الهداية.
الثاني : فلما زاغوا عن الإيمان أزاغ قلوبهم عن الكلام.
وفي المعِنيّ بهذا الكلام ثلاثة أقاويل :
أحدها : المنافقون.
الثاني : الخوارج، قاله مصعب بن سعيد عن أبيه.
الثالث : أنه عام.
﴿ ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ﴾ وهذه البشرى من عيسى تتضمن أمرين :
أحدهما : تبليغ ذلك إلى قومه ليؤمنوا به عند مجيئه، وذلك لا يكون منه بعد إعلام الله له بذلك إلا عن أمر بتبليغ ذلك إلى أمته.
الثاني : ليكون ذلك من معجزات عيسى عند ظهور محمد ﷺ، وهذا يجوز أن يقتصر عيسى فيه على إعلام الله له بذلك دون أمره بالبلاغ.
وفي تسمية الله له بأحمد وجهان :
أحدهما : لأنه من أسمائه فكان يسمى أحمد ومحمداً قال حسان :
صلى الإله ومن يحف بعرشه | والطيبون على المبارك أحمد |
وشق له من اسمه ليجله | فذو العرش محمود وهذا محمد |
« اسمي في التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار، واسمي في الزبور الماحي محا الله بي عبادة الأصنام، واسمي في الإنجيل أحمد، واسمي في القرآن محمد لأني محمود في أهل السماء والأرض. »