قوله تعالى :﴿ حم ﴾ فيه خمسة أوجه :
أحدهما : أنه اسم من أسماء الله أقسم به، قاله ابن عباس.
الثاني : أنه اسم من أسماء القرآن، قاله قتادة.
الثالث : أنها حروف مقطعة من اسم الله الذي هو الرحمن، قاله سعيد بن جبير وقال : الر وحم ون هو الرحمن.
الرابع : هو محمد ﷺ، قاله جعفر بن محمد.
الخامس : فواتح السور، قاله مجاهد قال شريح بن أوفى العبسي :
يذكرني حاميم والرمح شاجر... فهلا تلا حاميم قبل التقدم
ويحتمل سادساً : أن يكون معناه حُم أمر الله أي قرب، قال الشاعر :
قد حُمّ يومي فسر قوم... قومٌ بهم غفلة ونوم
ومنه سميت الحمى لأنها تقرب منه المنية.
فعلى هذا يحتمل وجهين :
أحدهما : أنه يريد به قرب قيام الساعة لقول النبي ﷺ :« بعثت في آخرها ألفاً
»
الثاني : أنه يريد به قرب نصره لأوليائه وانتقامة من أعدائه يوم بدر.
قوله تعالى :﴿ غافر الذنب ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه غافره لمن استغفره، قاله النقاش.
الثاني : ساتره على من يشاء، قاله سهل بن عبد الله.
﴿ وقابل التوب ﴾ يجوز أن يكون جمع توبة، ويجوز أن يكون مصدراً من تاب يتوب توباً، وقبوله للتوبة إسقاط الذنب بها مع إيجاب الثواب عليها.
قوله تعالى :﴿ ذي الطول ﴾ فيه ستة تأويلات :
أحدها : ذي النعم، قاله ابن عباس.
الثاني : ذي القدرة، قاله ابن زيد.
الثالث : ذي الغنى والسعة، قاله مجاهد.
الرابع : ذي الخير، قاله زيد بن الأصم.
الخامس : ذي المن، قاله عكرمة.
السادس : ذي التفضيل، قاله محمد بن كعب.
والفرق بين المن والفضل أن المن عفو عن ذنب، والفضل إحسان غير مستحق والطول مأخوذ من الطول كأنه إنعامه على غيره وقيل لأنه طالت مدة إنعامه.


الصفحة التالية
Icon