﴿ خذوه فاعتِلوه ﴾ [ الحاقة : ٣٠ ].
الثامن : هو الفاحش اللئيم، قاله معمر، قال الشاعر :

يعتل من الرجال زنيم غير ذي نجدةٍ وغير كريم.
التاسع : ما رواه شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم، ورواه ابن مسعود عن النبي ﷺ أنه قال :« لا يدخل الجنةَ جواظٌ ولا جعظري ولا العتلّ الزنيم » فقال رجل : ما الجواظ وما الجعظري وما العتل الزنيم؟ فقال رسول الله ﷺ « الجواظ الذي جمع ومنع، والجعظري الغليظ، والعتل الزنيم الشديد الخلق الرحيب الجوف، المصحح الأكول الشروب الواجد للطعام، الظلوم للناس ».
وأما الزنيم ففيه ثماني تأويلات :
أحدها : أنه اللين، رواه موسى بن عقبة عن النبي ﷺ.
الثاني : أنه الظلوم، قاله ابن عباس في رواية ابن طلحة عنه.
الثالث : أنه الفاحش، قاله إبراهيم.
الرابع : أنه الذي له زنمة كزنمة الشاة، قال الضحاك : لأن الوليد بن المغيرة كان له أسفل من أذنه زنمة مثل زنمة الشاة، وفيه نزلت هذه الآية، قال محمد بن إسحاق : نزلت في الأخنس بن شريق لأنه حليف ملحق ولذلك سمي زنيماً.
الخامس : أنه ولد الزنى، قاله عكرمة.
السادس : أنه الدعيّ، قال الشاعر :
زنيمٌ تَداعاه الرجالُ زيادةً كما زِيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكارعُ
السابع : أنه الذي يعرف بالأُبنة، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً.
الثامن : أنه علامة الكفر كما قال تعالى :﴿ سنسمه على الخرطوم ﴾، قاله أبو رزين.
﴿ أنْ كان ذا مالٍ وبنينَ ﴾ قيل إنه الوليد بن المغيرة، كانت له حديقة بالطائف، وكان له اثنا عشر ابناً، حكاه الضحاك.
وقال عليّ بن أبي طالب : المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة.
﴿ إذا تتْلى عليه آياتُنا ﴾ يعني القرآن.
﴿ قال أساطيرُ الأوّلين ﴾ يعني أحاديث الأولين وأباطيلهم.
﴿ سَنَسِمُهُ على الخُرطومِ ﴾ فيه أربعة أقاويل :
أحدها : أنها سمة سوداء تكون على أنفه يوم القيامة يتميز بها الكافر، كما قال تعالى :﴿ يُعْرَفُ المجرمون بسيماهم ﴾ [ الرحمن : ٤١ ].
الثاني : أنه يضرب في النار على أنفه يوم القيامة، قاله الكلبي.
الثالث : أنه إشهار ذكره بالقبائح، فيصير موسوماً بالذكر لا بالأثر.
الرابع : هو ما يبتليه اللَّه به في الدنيا في نفسه وماله وولده من سوء وذل وصَغار، قاله ابن بحر واستشهد بقول الأعشى.
فدَعْها وما يَغنيك واعمد لغيرها بشِعرك واغلب أنف من أنت واسم.
وقال المبرد : الخرطوم هو من الناس الأنف، ومن البهائم الشفة.


الصفحة التالية
Icon