﴿ إنّ الإنسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ﴾ قال الضحاك والكلبي : يعني الكافر. وفي الهلوع ستة أوجه :
أحدها : أنه البخيل، قاله الحسن.
الثاني : الحريص، قاله عكرمة.
الثالث : الضجور، قاله قتادة.
الرابع : الضعيف، رواه أبو الغياث.
الخامس : أنه الشديد الجزع، قاله مجاهد.
السادس : أنه الذي قاله الله تعالى فيه :﴿ إذا مسّه الشرُّ... ﴾ الآية، قاله ابن ابن عباس.
وفيه وجهان :
أحدهما : إذا مسه الخير لم يشكر، وإذا مسه الشر لم يصبر، وهو معنى قول عطية.
الثاني : إذا استغنى منع حق اللَّه وشح، وإذا افتقر سأل وألح، وهو معنى قول يحيى بن سلام.
﴿ الذين هُمْ على صَلاتِهم دائمونَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يحافظون على مواقيت الفرض منها، قاله ابن مسعود.
الثاني : يكثرون فعل التطوع منها، قاله ابن جريج.
الثالث : لا يلتفتون فيها، قاله عقبة بن عامر.
﴿ والذين هم لأماناتِهم وعَهْدِهم راعُونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أن الأمانة ما ائتمنه الناس عليه أن يؤديه إليهم، والعهد : ما عاهد الناس عليه أن يَفيَ لهم به، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : أن الأمانة الزكاة أن يؤديها، والعهد : الجنابة أن يغتسل منها وهو معنى قول الكلبي.
ويحتمل ثالثاً : أن الأمانة ما نهي عنه من المحظورات، والعهد ما أمر به من المفروضات.
﴿ والذين هُم بشهاداتِهم قائمونَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : أنها شهادتهم على أنبيائهم بالبلاغ، وعلى أممهم بالقبول أو الامتناع.
الثاني : أنها الشهادات في حفظ الحقوق بالدخول فيها عند التحمل، والقيام بها عند الأداء.
ويحتمل ثالثاً : أنهم إذا شاهدوا أمراً أقاموا الحق للَّه تعالى فيه، من معروف يفعلونه ويأمرون به، ومنكر يجتنبونه وينهون عنه.


الصفحة التالية
Icon