الثالث : لا تعرفون للَّه حقه ولا تشكرون له نعمه، قاله الحسن.
الرابع : لا تؤدون للَّه طاعة، قاله ابن زيد.
الخامس : أن الوقار الثبات، ومنه قوله تعالى :﴿ وقرن في بيوتكن ﴾ [ الأحزاب : ٣٣ ] أي اثبتن، ومعناه لا تثبتون وحدانية اللَّه وأنه إلهكم الذي لا إله لكم سواه، قال ابن بحر : دلهم على ذلك فقال :﴿ وقد خلقكم أطواراً ﴾ في وجهان :
أحدهما : يعني طوراً نطفة، ثم طوراً علقة، ثم طوراً مضغة، ثم طوراً عظماً، ثم كسونا العظام لحماً، ثم أنشأناه خلقاً آخر أنبتنا له الشعر وكملت له الصورة، قاله قتادة.
الثاني : أن الأطوار اختلافهم في الطول والقصر، والقوة والضعف والهم والتصرف، والغنى والفقر.
ويحتمل ثالثاً : أن الأطوار اختلافهم في الأخلاق والأفعال.
﴿ ألمْ تَروْا كيف خَلَق اللَّهُ سَبْعَ سمواتٍ طِباقاً ﴾ فيها قولان :
أحدهما : أنهن سبع سموات على سبع أرضين، بين كل سماء وأرض خلق، وهذا قول الحسن.
والثاني : أنهن سبع سموات طباقاً بعضهن فوق بعض، كالقباب، وهذا قول السدي.
﴿ وجَعَل القَمَرَ فيهنّ نُوراً ﴾ فيه قولان :
أحدهما : معناه وجعل القمر فيهن نوراً لأهل الأرض، قاله السدي.
الثاني : أنه جعل القمر فيهن نوراً لأهل السماء والأرض، قاله عطاء.
وقال ابن عباس : وجهه يضيء لأهل الأرض، وظهره يضيء لأهل السماء.
﴿ وجَعَل الشّمْسَ سِراجاً ﴾ يعني مصباحاً لأهل الأرض، وفي إضافته لأهل السماء القولان الأولان.
﴿ واللَّه أَنْبَتكُم مِنَ الأرضِ نَباتاً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني آدم خلقه من أديم الأرض كلها، قاله ابن جريج، وقال خالد بن معدان : خلق الإنسان من طين، فإنما تلين القلوب في الشتاء.
الثاني : أنبتهم من الأرض بالكبر بعد الصغر، وبالطول بعد القصر، قاله ابن بحر.
الثالث : أن جميع الخلق أنشأهم باغتذاء ما تنبته الأرض وبما فيها، وهو محتمل.
﴿ ثم يُعيدُكم فيها ﴾ يعني أمواتاً في القبور.
﴿ ويُخْرِجُكم إخراجاً ﴾ لنشور بالبعث.
﴿ واللَّهُ جَعَل لكم الأرضَ بِساطاً ﴾ أي مبسوطة، وفيه دليل على أنها مبسوطة.
﴿ لِتَسْلُكوا منها سُبُلاً فجاجاً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : طرقاً مختلفة، قاله ابن عباس.
الثاني : طرقاً واسعة، قاله ابن كامل.
الثالث : طرقاًً أعلاماً، قاله قتادة.


الصفحة التالية
Icon