الثاني : أنه إبليس، قاله مجاهد وقتادة ورواه أبو بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن النبي ﷺ.
ومن قوله :« شططاً » وجهان :
أحدهما : جوراً، وهو قول أبي مالك.
الثاني : كذباً، قاله الكلبي، وأصل الشطط البعد، فعبر به عن الجور لبعده من العدل، وعن الكذب لبعده عن الصدق.
﴿ وأنّه كانَ رجالٌ من الإنسِ يَعُوذون برجالٍ من الجنِّ ﴾ قال ابن زيد : إنه كان الرجل في الجاهلية قبل الإسلام إذا نزل بواد قال : إني أعوذ بكبير هذا الوادي - يعني من الجن - من سفهاء قومه، فلما جاء الإسلام عاذوا بالله وتركوهم، وهو معنى قوله :« وأنه كان رجال ».
وفي قوله :﴿ فَزَادُوهم رَهقاً ﴾ ثمانية تأويلات :
أحدها : طغياناً، قاله مجاهد.
الثاني : إثماً، قاله ابن عباس وقتادة، قال الأعشى :
لا شىءَ ينفعني مِن دُون رؤيتها | هل يَشْتفي عاشقٌ ما لم يُصبْ رهَقاً. |
الثالث : خوفاً، قاله أبو العالية والربيع وابن زيد.
الرابع : كفراً، قاله سعيد بن جبير.
الخامس : أذى، قاله السدي.
السادس : غيّاً، قاله مقاتل.
السابع : عظمة، قاله الكلبي.
الثامن : سفهاً، حكاه ابن عيسى.