الثاني : أنه العبد، قاله عكرمة.
الثالث : أسير المشركين، قاله الحسن وسعيد بن جبير.
قال سعيد بن جبير : ثم نسخ أسير المشركين بالسيف، وقال غيره بل هو ثابت الحكم في الأسير بإطعامه، إلا أن يرى الإمام قتله.
ويحتمل وجهاً رابعاً : أن يريد بالأسير الناقص العقل، لأنه في أسر خبله وجنونه، وإن أسر المشركين انتقام يقف على رأي الإمام وهذا بر وإحسان.
﴿ إنّما نُطْعِمُكم لوجْهِ اللهِ ﴾ قال مجاهد : إنهم لم يقولوا ذلك، لكن علمه الله منهم فأثنى عليهم ليرغب في ذلك راغب.
﴿ لا نُريدُ منكم جزاءً ولا شُكوراً ﴾ جزاء بالفعال، وشكوراً بالمقال وقيل إن هذه الآية نزلت فيمن تكفل بأسرى بدر، وهم سبعة من المهاجرين أبو بكر وعمر وعلي والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعيد وأبو عبيدة.
﴿ إنّا نخافُ من ربِّنا يوماً عَبوساً قمْطريراً ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن العبوس الذي يعبس الوجوه من شره، والقمطرير الشديد، قاله ابن زيد.
الثاني : أن العبوس الضيق، والقمطرير الطويل، قاله ابن عباس، قال الشاعر :
شديداً عبوساً قمطريراً تخالهُ | تزول الضحى فيه قرون المناكب. |
يَغْدو على الصّيْدِ يَعودُ مُنكَسِرْ | ويَقْمَطُّر ساعةً ويكْفَهِرّ. |
وفي النضرة ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها البياض والنقاء، قاله الضحاك.
الثاني : أنها الحسن والبهاء، قاله ابن جبير.
الثالث : أنها أثر النعمة، قاله ابن زيد.
﴿ وجَزاهم بما صَبروا ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : بما صبروا على طاعة الله.
الثاني : بما صبروا على الوفاء بالنذر.
﴿ جَنَّةً وحريراً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : جنة يسكنونها، وحريراً يلبسونه.
الثاني : أن الجنة المأوى، والحرير أبد العيش في الجنة، ومنه لبس الحرير ليلبسون من لذة العيش.
واختلف فيمن نزلت هذه الآية على قولين :
أحدهما : ما حكاه الضحاك عن جابر أنها نزلت في مطعم بن ورقاء الأنصاري نذر نذراً فوفاه.
الثاني : ما حكاه عمرو عن الحسن أنها نزلت في علي وفاطمة... رضي الله عنهما - وذلك أن علياً وفاطمة نذرا صوماً فقضياه، وخبزت فاطمة ثلاثة أقراص من شعير ليفطر علّي على أحدها وتفطر هي على الآخر، ويأكل الحسن والحسين الثالث، فسألها مسكين فتصدقت عليه بأحدها، ثم سألها يتيم فتصدقت عيله بالآخر، ثم سألها أسير فتصدقت عليه بالثالث، وباتوا طاوين.