الثالث : يعني سلسلة السبيل، قاله مجاهد.
الرابع : سلسلة يصرفونها حيث شاءوا، قاله قتادة.
الخامس : أنها تنسلّ في حلوقهم انسلالاً، قاله ابن عباس.
السادس : أنها الحديدة الجري، قاله مجاهد أيضاً، ومنه قول حسان بن ثابت :

يَسْقُون من وَرَدَ البريصَ عليهم كأساً تُصَفِّقُ بالرحيق السِّلْسَل
وقال مقاتل : إنما سميت السلسبيل لأنها تنسل عليهم في مجالسهم وغرفهم وطرقهم.
﴿ ويَطوفُ عليهم وِلْدانٌ مُخَلّدونَ ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : مخلدون لا يموتون، قاله قتادة.
الثاني : صغار لا يكبرون وشبابٌ لا يهرمون، قاله الضحاك والحسن.
الثالث : أي مُسَوَّرون، قاله ابن عباس، قال الشاعر :
ومُخَلّداتٍ باللُّجَيْنِ كأنما أعْجازُهنّ أقاوزُ الكُثْبانِ.
﴿ إذا رَأَيْتَهم حَسِبْتَهم لُؤْلُؤاً مَنْثوراً ﴾ فيه قولان :
أحدها : أنهم مشبهون باللؤلؤ المنثور لكثرتهم، قاله قتادة.
الثاني : لصفاء ألوانهم وحسن منظرهم وهو معنى قول سفيان.
﴿ وإذا رأَيْتَ ثمَّ ﴾ يعني الجنة.
﴿ رأَيْتَ نَعيماً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يريد كثرة النعمة.
الثاني : كثرة النعيم.
﴿ ومُلْكاً كبيراً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لسعته وكثرته.
الثاني : لاستئذان الملائكة عليهم وتحيتهم بالسلام.
ويحتمل ثالثاً : أنهم لا يريدون شيئاً إلا قدروا عليه.
﴿ وسقاهم ربُّهم شَراباً طَهوراً ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه وصفه بذلك لأنهم لا يبولون منه ولا يُحْدِثون عنه، قاله عطية، قال إبراهيم التميمي : هو عَرَق يفيض من أعضائهم مثل ريح المسك.
الثاني : لأن خمر الجنة طاهرة، وخمر الدنيا نجسة، فلذلك وصفه الله تعالى بالطهور، قاله ابن شجرة.
الثالث : أن أنهار الجنة ليس فيها نجس كما يكون في أنهار الدنيا وأرضها حكاه ابن عيسى.


الصفحة التالية
Icon