﴿ ولقد رآه بالأفق المبين ﴾ وفي الذي رآه قولان :
أحدهما : أنه رأى ربه بالأفق المبين، وهو معنى قول ابن مسعود.
الثاني : رأى جبريل بالأفق المبين على صورته التي هو عليها، وفيها قولان :
أحدهما : أنه رآه ببصره، قاله ابن عباس وعائشة.
الثاني : بقلبه، ولم يره ببصره، قاله أبو ذر.
وفي « الأفق » قولان :
أحدهما : أنه مطلع الشمس.
الثاني : أقطار السماء ونواحيها، قال الشاعر :
أخَذْنا بآفاقِ السماءِ عليكمُ | لنا قَمَراها والنُّجومُ الطّوالعُ |
أحدها : أنه رآه في أفق السماء الشرقي، قاله سفيان.
والثاني : في أفق السماء الغربي، حكاه ابن شجرة.
الثالث : أنه رآه نحو أجياد، وهو مشرق مكة، قاله مجاهد، ﴿ وما هو على الغَيْبِ بضنين ﴾ قرأ بالظاء ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وفيه وجهان :
أحدهما : وما محمد على القرآن بمتهم أن يأتي بما لم ينزل عليه، قاله ابن عباس.
الثاني : بضعيف عن تأديته، قاله الفراء.
وقرأ الباقون بالضاد، وفيه وجهان :
أحدهما : وما هو ببخيل أن يعلِّم كما تعلّم.
الثاني : وما هو بمتهم أن يؤدي ما لم يؤمر به.
﴿ فأيْنَ تَذْهَبون ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : فإلى أين تعدلون عن كتاب الله تعالى وطاعته، قاله قتادة.
الثاني : فأي طريق أهدى لكم وأرشد من كتاب الله، حكاه ابن عيسى.
ويحتمل ثالثاً : فأين تذهبون عن عذابه وعقابه.
﴿ وما تشاؤون إلا أن يشاءَ اللهُ ربُّ العالَمين ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : وما تشاؤون الاستقامة على الحق إلا أن يشاء الله لكم.
الثاني : وما تشاؤون الهداية إلا أن يشاء الله بتوفيقه : وقيل إن سبب نزول هذه الآية أنه لما نزل قوله تعالى :
﴿ لمن شاء منكم أن يستقيم ﴾ قال أبو جهل : ذلك إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله تعالى :﴿ وما تشاءون إلا أن يشاء الله ربّ العالمين ﴾.