وروى موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه عن جده أن رسول الله ﷺ قال لجده :« ما ولِدَ لك؟ » قال : يا رسول الله وما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية، قال رسول الله :« ومن عسى أن يشبه؟ » قال : إما أباه وإما أمه، فقال عليه السلام عندها :« مه لا تقولن هكذا، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم أما قرأت في كتاب الله : في أي صورة ما شاء ركبك. »
﴿ كلاّ بَلْ تُكّذِّبونَ بالدِّين ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : بالحساب والجزاء، قاله ابن عباس.
الثاني : بالعدل و القضاء، قاله عكرمة.
الثالث : بالدين الذي جاء به محمد ﷺ، حكاه ابن عيسى.
﴿ وإنَّ عليكم لحافِظِينَ ﴾ يعني الملائكة، يحفظ كلَّ إنسان ملكان، أحدهما عن يمينه يكتب الخير، والآخر عن شماله يكتب الشر.
﴿ كِراماً كاتِبينَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : كراماً على الله، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : كراماً بالإيمان، قاله السدي.
الثالث : لأنهم لا يفارقون ابن آدم إلا في موطنين عند الغائط وعند الجماع يعرضان عنه ويكتبان ما تكلم به، فلذلك كره الكلام عند الغائط والجماع.
ويحتمل رابعاً : كراماً لأداء الأمانة فيما يكتبونه من عمله فلا يزيدون فيه ولا ينقصون منه.


الصفحة التالية
Icon