والوجه الثاني : أنه إخبار من الله تعالى أنه لا ينسى ما يقرئه من القرآن، حكى ابن عباس أن النبي ﷺ كان إذا نزل عليه جبريل بالوحي يقرؤه خيفة أن ينساه، فأنزل الله تعالى :
« سنقرئك فلا تنسى » يعني القرآن.
﴿ إلا ما شاءَ اللهُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : إلا ما شاء الله أن ينسخه فتنساه، قاله الحسن وقتادة.
الثاني : إلا ما شاء الله أن يؤخر إنزاله عليك فلا تقرؤه، حكاه ابن عيسى.
﴿ إنهُ يَعْلَمُ الجهْرَ وما يَخْفَى ﴾ فيه أربعة تأويلات :
أحدها : أن الجهر ما حفظته من القرآن في صدرك، وما يخفى هو ما نسخ من حفظك.
الثاني : أن الجهر ما علمه، وما يخفى ما سيتعلمه من بعد، قاله ابن عباس.
الثالث : أن الجهر ما قد أظهره، وما يخفى ما تركه من الطاعات.
﴿ وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى ﴾ فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : نيسرك لأن تعمل خيراً، قاله ابن عباس.
الثاني : للجنة، قاله ابن مسعود.
الثالث : للدين واليسر وليس بالعسر، قاله الضحاك.
﴿ فذكّرْ إن نَّفَعتِ الذِّكْرَى ﴾ وفيما يذكر به وجهان :
أحدهما : بالقرآن، قاله مجاهد.
الثاني : بالله رغبة ورهبة، قاله ابن شجرة.
وفي قوله :﴿ إنْ نَفَعَتِ الذّكْرى ﴾ وجهان :
أحدهما : يعني إن قبلت الذكرى وهو معنى قول يحيى بن سلام.
الثاني : يعني ما نفعت الذكرى، فتكون « إنْ » بمعنى ما الشرط، لأن الذكرى نافعة بكل حال، قاله ابن شجرة.
﴿ سَيّذَّكَرُ مَن يَخْشى ﴾ يعني يخشى الله، وقد يتذكر من يرجوه، إلا أن تذكرة الخاشي أبلغ من تذكرة الراجي فلذلك علقها بالخشية دون الرجاء، وإن تعلقت بالخشية والرجاء.
﴿ وَيَتَجَنَّبُها الأشْقَى ﴾ يعني يتجنب التذكرة الكافر الذي قد صار بكفره شقياً. ﴿ الذي يَصْلَى النّارَ الكُبْرىَ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : هي نار جهنم، والصغرى نار الدنيا، قاله يحيى بن سلام.
الثاني : الكبرى نار الكفار في الطبقة السفلى من جهنم، والصغرى نار المذنبين في الطبقة العليا من جهنم، وهو معنى قول الفراء.
﴿ ثم لا يَمُوتُ فيها ولا يَحْيَا ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : لا يموت ولا يجد روح الحياة، ذكره ابن عيسى.
الثاني : أنه يعذب لا يستريح ولا ينتفع بالحياة، كما قال الشاعر :



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
ألا ما لنفسٍ لا تموتُ فَيَنْقَضِي عَناها ولا تحْيا حياةً لها طَعمْ.