الثاني : لم يخلق مثل قوم عاد في البلاد، لطولهم وشدتهم، قاله الحسن.
﴿ وثمودَ الذين جابُوا الصّخْرَ بالوادِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : يعني قطعوا الصخر ونقبوه ونحتوه حتى جعلوه بيوتاً، كما قال تعالى :
﴿ وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين ﴾ قال الشاعر :
ألا كلُّ شيءٍ ما خلا الله باطِلٌ | وكلُّ نعيمِ لا مَحالةَ زائلُ |
وهم ضربوا في كل صماءَ صعدة | بأيدٍ شديد من شداد السواعد. |
ولا رأَيْت قلوصاً قبْلها حَمَلَتْ | ستين وسقاً ولا جابَتْ به بَلَدا |
﴿ وفرعونَ ذِي الأوْتادِ ﴾ فيه أربعة أقاويل :
أحدها : أن الأوتاد الجنود، فلذلك سمي بذي الأوتاد لكثرة جنوده، قاله ابن عباس.
الثاني : لأنه كان يعذب الناس بالأوتاد يشدها في أيديهم، قاله الحسن، ومجاهد، قال الكلبي : بمثل ذلك عذب فرعون زوجته آسية بنت مزاحم عندما آمنت حتى ماتت.
الثالث : أن الأوتاد البنيان فسمي بذي الأوتاد لكثرة بنائه، قاله الضحاك.
الرابع : لأنه كانت له فطال وملاعب على أوتاد وحبال يلعب له تحتها، قاله قتادة.
ويحتمل خامساً : أنه ذو الأوتاد لكثرة نخلة وشجرة، لأنها كالأوتاد في الأرض.
﴿ فَصَبَّ عليهم ربُّك سَوْطَ عذابٍ ﴾ فيه أربعة أوجه :
أحدها : قسط عذاب كالعذاب بالسوط، قاله ابن عيسى.
الثاني : خلط عذاب، لأنه أنواع ومنه قول الشاعر :
أحارثُ إنّا لو تُساطُ دماؤنا | تَزَيّلْنَ حتى لا يَمسَّ دَمٌ دَمَا |
الرابع : أنه كل شيء عذب الله به فهو سوط عذاب، قاله قتادة.
وقال قتادة : كان سوط عذاب هو الغرق.
﴿ إنّ ربك لبالمرصاد ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : بالطريق.
الثاني : بالانتظار، كما قال طرفة :
أعاذلُ إنّ الجهْلَ من لَذِةِ الفتى | وإنّ المنايا للرجال بمرصَد. |