الثاني : سوى خلقها وعدل خلقها، قاله مجاهد.
ويحتمل ثالثاً : سوّاها بالعقل الذي فضّلها به على جميع الحيوانات.
﴿ فأَلْهَمَهَا فجُورَها وتَقْواها ﴾ في « ألهمها » تأويلان :
أحدهما : أعلمها، قاله مجاهد.
الثاني : ألزمها، قاله ابن جبير.
وفي « فجورها وتقواها » ثلاثة تأويلات :
أحدها : الشقاء والسعادة، قاله مجاهد.
الثاني : الشر والخير، قاله ابن عباس.
الثالث : الطاعة والمعصية، قاله الضحاك.
ويحتمل رابعاً : الرهبة والرغبة لأنهما داعيا الفجور والتقوى.
وروى جوبير عن الضحاك عن ابن عباس أن النبي عليه السلام كان إذا قرأ هذه الآية « فألهمها فجورها وتقواها » رفع صوته : اللهم آتِ نفسي تقواها، أنت وليها ومولاها، وأنت خير من زكّاها.
﴿ قد أفْلَحَ مَن زكّاها ﴾ على هذا وقع القسم، قال ابن عباس : فيها أحد عشر قسماً.
وفيه وجهان : أحدهما : قد افلح من زكى الله نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال.
الثاني : قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله وصالح الأعمال.
وفي زكاها وجهان :
أحدهما : طهّرها، وهو قول مجاهد.
الثاني : أصلحها، وهو قول سعيد بن جبير.
﴿ وقد خابَ من دَسّاها ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : على ما قضى وقد خاب من دسّى الله نفسه.
الثاني : من دسّى نفسه.
وفي « دسّاها » سبعة تأويلات :
أحدها : أغواها وأضلها، قاله مجاهد وسعيد بن جبير، لأنه دسّى نفسه في المعاصي، ومنه قول الشاعر :
وأنت الذي دَسْيت عَمْراً فأصْبَحَتْ | حلائلهم فيهم أراملَ ضُيّعاً |
الثالث : خسرها، قاله عكرمة.
الرابع : كذبها، قاله ابن عباس.
الخامس : أشقاها، قاله ابن سلام.
السادس : جنبها في الخير، وهذا قول الضحاك.
السابع : أخفاها وأخملها بالبخل، حكاه ابن عيسى.