قال ابن مسعود : والذي نفسي بيده لو كان العسر في حَجَرٍ لطلبه اليسر حتى يدخل عليه « ولن يغلب عسْرٌ يُسْرَين ».
وإنما كان العسر في الموضعين واحداً، واليسر اثنين، لدخول الألف واللام على العسر وحذفها من اليسر.
وفي تكرار « مع العسر يسرا » وجهان : أحدهما : ما ذكرنا من إفراد العسر وتثنية اليسر، ليكون أقوى للأمل وأبعث على الصبر، قاله ثعلب.
الثاني : للإطناب والمبالغة، كما قالوا في تكرار الجواب فيقال بلى بلى، لا لا، قاله الفراء وقال الشاعر :
هممتُ بِنْفسيَ بَعْضَ الهُموم | فأَوْلَى لنفْسِيَ أولى لها. |
أحدها : فإذا فرغت من الفرائض فانصب من قيام الليل، قاله ابن مسعود.
الثاني : فإذا فرغت من صلاتك فانصب في دعائك، قاله الضحاك.
الثالث : فإذا فرغت من جهادك عدوك فانصب لعبادة ربك، قاله الحسن وقتادة.
الرابع : فإذا فرغت من أمر دنياك فانصب في عمل آخرتك، قاله مجاهد.
ويحتمل تأويلاً خامساً : فإذا فرغت من إبلاغ الرسالة فانصب لجهاد عدّوك.
﴿ وإلى ربِّكَ فارْغَبْ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : فارغب إليه في دعائك قاله ابن مسعود.
الثاني : في معونتك.
الثالث : في إخلاص نيتك، قاله مجاهد.
ويحتمل رابعاً : فارغب إليه في نصرك على أعدائك.