﴿ ثم ردَدْناهُ أسْفَلَ سافِلينَ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : إلى الهرم بعد الشباب، والضعف بعد القوة، قاله الضحاك والكلبي، ويكون أسفل بمعنى بعد التمام.
الثاني : بعد الكفر، قاله مجاهد وأبو العالية، ويكون أسفل السافلين محمولاً على الدرك الأسفل من النار.
ويحتمل ثالثاً : إلى ضعف التمييز بعد قوّته.
﴿ فلهم أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنونٍ ﴾ فيه ستة أوجه :
أحدها : غير منقوص، قاله ابن عباس، وقال الشاعر :

يا عين جودي بدمع غير ممنون ...............
الثاني : غير محسوب، قاله مجاهد.
الثالث : غير مكدر بالمنّ والأذى، قاله الحسن.
الرابع : غير مقطوع، قاله ابن عيسى.
الخامس : أجر بغير عمل، قاله الضحاك.
وحكي أن من بلغ الهرم كتب له أجر ما عجز عنه من العمل الصالح.
السادس : أن لا يضر كل أحد منهم ما عمله في كبره، قاله ابن مسعود.
﴿ فما يُكذِّبُكَ بَعْدُ بالدِّينِ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : حكم الله تعالى، قاله ابن عباس.
الثاني : الجزاء، ومنه قول الشاعر :
دِنّا تميماً كما كانت أوائلُنا دانَتْ أوائلَهم في سالفِ الزَّمَنِ
﴿ أليْسَ اللهُ بأحْكَمِ الحاكِمينَ ﴾ وهذا تقرير لمن اعترف من الكفار بصانع قديم، وفيه وجهان :
أحدهما : بأحكم الحاكمين صنعاً وتدبيراً، قاله ابن عيسى.
الثاني : أحكم الحاكمين قضاء بالحق وعدلاً بين الخلق وفيه مضمر محذوف، وتقديره : فلِمَ ينكرون مع هذه الحال البعث والجزاء.
وكان عليّ رضي الله عنه إذا قرأ ﴿ أليس الله بأحكم الحاكمين ﴾ قال : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، ونختار ذلك.


الصفحة التالية
Icon