الثالث : أن الكنود الجاحد للحق، وقيل إنما سميت كندة لأنها جحدت أباها، وقال إبراهيم بن زهير الشاعر :
دع البخلاءَ إن شمخوا وصَدُّوا | وذكْرى بُخْلِ غانيةٍ كَنوُدِ |
الخامس : أنه البخيل بلسان مالك بن كنانة، وقال الكلبي : الكنود بلسان كندة وحضرموت : العاصي، وبلسان مضر وربيعة : الكفور، وبلسان مالك بن كنانة : البخيل.
السادس : أنه ينفق نعم الله في معاصي الله.
السابع : ما رواه القاسم عن أبي أمامه قال : قال رسول الله ﷺ :« الكنود الذي يضرب عبده ويأكل وحده ويمنع رفده » وقال الضحاك : نزلت في الوليد بن المغيرة، وعلى هذا وقع القسم بجميع ماتقدم من السورة.
﴿ وإنَّه على ذلك لَشهيدٌ ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أن الله تعالى على كفر الإنسان لشهيد، قاله ابن جريج.
الثاني : أن الإنسان شاهد على نفسه، لأنه كنود، قاله ابن عباس.
﴿ وإنه لِحُبِّ الخيرِ لشديدٌ ﴾ يعني الإنسان، وفي الخير ها هنا وجهان :
أحدهما : المال، قاله ابن عباس، ومجاهد وقتادة.
الثاني : الدنيا، قاله ابن زيد.
ويحتمل ثالثاً : أن الخير ها هنا الاختيار، ويكون معناه : وإنه لحب اختياره لنفسه لشديد.
وفي قوله ﴿ لشديد ﴾ وجهان :
أحدهما : لشديد الحب للخير، وشدة الحب قوته وتزايده.
الثاني : لشحيح بالمال يمنع حق الله منه، قاله الحسن، من قولهم فلان شديد أي شحيح.
﴿ أفَلاَ يَعْلَمُ إذا بُعْثِرَ ما في القُبورِ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : من فيها من الأموات.
الثاني : معناه مات.
الثالث : بحث، قاله الضحاك، وهي في قراءة ابن مسعود : بُحْثِرَ ما في القبور.
﴿ وحُصِّلَ ما في الصُّدُورِ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ميز ما فيها، قاله الكلبي.
الثاني : استخرج ما فيها.
الثالث : كشف ما فيها.
﴿ إنَّ ربَّهم بهم يومئذٍ لَخبيرٌ ﴾ أي عالم، ويحتمل وجهين :
أحدهما : لخبير بما في نفوسهم.
الثاني : لخبير، بما تؤول إليه أمورهم.