الثاني : ائتيا عبادتي ومعرفتي طوعاً أو كرهاً باختيار أو غير اختيار.
الثالث : ائتيا بما فيكما طوعاً أو كرهاً، حكاه النقاش.
الرابع : كونا كما أمرت من شدة ولين، وحزن وسهل ومنيع وممكن، قاله ابن بحر.
وفي قوله ﴿ لَهَا ﴾ وجهان :
أحدهما : أنه قول تكلم به.
الثاني : أنها قدرة منه ظهرت لهما فقام مقام الكلام في بلوغ المراد ﴿ قالتا أتينا طائعين ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : معناه أعطينا الطاعة، رواه طاووس.
الثاني : أتينا بما فينا. قال ابن عباس : أتت السماء بما فيها من الشمس والقمر والنجوم، وأتت الأرض بما فيها من الأشجار والأنهار والثمار.
الثالث : معناه كما أراد الله أن نكون، قاله ابن بحر. وفي قولهما وجهان :
أحدهما : أنه ظهور الطاعة منهما قائم مقام قولهما.
الثاني : أنهما تكلمتا بذلك. قال أبو النصر السكسكي : فنطق من الأرض موضع الكعبة ونطق من السماء ما بحيالها فوضع الله فيها حرمه.
قوله تعالى :﴿ فقضاهن سبع سماوات في يومين ﴾ أي خلقهن سبع سماوات في يومين، قيل يوم الخميس والجمعة، قال السدي : سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات وخلق الأرضين. وقالت طائفة خلق السماوات قبل الأرضين في يوم الأحد والاثنين، وخلق الأرضين والجبال في يوم الثلاثاء والأربعاء، وخلق ما سواهما من العالم يوم الخميس والجمعة، وقالت طائفة ثالثة أنه خلق السماء دخاناً قبل الأرض ثم فتقها سبع سماوات بعد الأرضين والله أعلم بما فعل فقد اختلفت فيه الأقاويل وليس للاجتهاد فيه مدخل.
﴿ وأوحى في كلِّ سماءٍ أمرها ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : معناه أسكن في كل سماء ملائكتها، قاله الكلبي.
الثاني : خلق في كل سماء خلقها خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها، قاله قتادة.
الثالث : أوحى إلى أهل كل سماء من الملائكة ما أمرهم به من العبادة، حكاه ابن عيسى.
﴿ وزينا السماءَ الدنيا بمصابيح وحِفْظاً ﴾ أي جعلناها زينة وحفظاً.


الصفحة التالية
Icon