قوله تعالى :﴿ ومَن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله ﴾ الآية. فيه قولان :
أحدهما : أنه رسول الله ﷺ، قاله الحسن والسدي.
الثاني : أنهم المؤمنون دعوا إلى الله، قاله قيس بن أبي حازم ومجاهد.
﴿ وعمل صالحاً ﴾ فيه قولان :
أحدهما : أنه أداء الفرائض، قاله الكلبي.
الثاني : أنهم المصلون ركعتين بين الأذان والإقامة، قالته عائشة رضي الله عنها.
وروى هشام بن عروة عن عائشة قالت : كان بلال إذا قام يؤذن قالت اليهود قام غراب - لا قام- فنادى بالصلاة، وإذا ركعوا في الصلاة قالوا قد جثوا - لا جثوا- فنزلت هذه الآية في بلال والمصلين.
قوله تعالى :﴿ ولا تستوي الحسنةُ ولا السيئةُ ﴾ فيه ستة تأويلات :
أحدها : أن الحسنة المداراة، والسيئة الغلظة، حكاه ابن عيسى.
الثاني : الحسنة الصبر والسيئة النفور.
الثالث : الحسنة الإيمان، والسيئة الشرك، قاله ابن عباس.
الرابع : الحسنة العفو والسيئة الانتصار، حكاه ابن عمير.
الخامس : الحسنة الحلم والسيئة الفحش، قاله الضحاك.
السادس : الحسنة حب آل رسول الله ﷺ والسيئة بغضهم، قاله علي كرم الله وجهه.
﴿ ادفع بالتي هي أحسنُ ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ادفع بحلمك جهل من يجهل، قاله ابن عباس.
الثاني : ادفع بالسلامة إساءة المسيء، قاله عطاء.
ويحتمل ثالثاً : ادفع بالتغافل إساءة المذنب، والذنب من الأدنى، والإساءة من الأعلى.
﴿ فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه ولي حميمٌ ﴾ قاله عكرمة : الولي الصديق، والحميم القريب.
وقيل هذه الآية نزلت في أبي جهل بن هشام كان يؤذي رسول الله ﷺ، فأمره بالصبر عليه والصفح عنه.
قوله تعالى :﴿ وما يلقاها إلا الذين صبروا ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : ما يلقى دفع السيئة بالحسنة إلا الذين صبروا على الحلم.
الثاني : ما يلقى الجنة إلا الذين صبروا على الطاعة.
﴿ وما يلقاها إلا ذو حَظٍ عظيمٍ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ذو جد عظيم، قاله السدي.
الثاني : ذو نصيب [ وافر ] من الخير، قاله ابن عباس.
الثالث : أن الحظ العظيم الجنة. قال الحسن : والله ما عظم حظ قط دون الجنة.
ويحتمل رابعاً : أنه ذو الخلق الحسن.
قوله تعالى :﴿ وإما ينزغنك مِن الشيطان نزغ ﴾ فيه خمسة تأويلات :
أحدها : أنه النزغ الغضب، قاله ابن زيد.
الثاني : أنه الوسوسة وحديث النفس، قاله السدي.
الثالث : أنه النجس، قاله ابن عيسى.
الرابع : أنه الفتنة، قاله ابن زياد.
الخامس : أنه الهمزات، قاله ابن عباس.
﴿ فاستعذ بالله ﴾ أي اعتصم بالله.
﴿ إنه هو السميع ﴾ لاستعاذتك ﴿ العليم ﴾ بأذيتك.


الصفحة التالية
Icon