قوله تعالى :﴿ ومن آياته الليل والنهار ﴾ ووجه الآيات فيهما تقديرهما على حد مستقر، وتسييرهما على نظم مستمر، يتغايران لحكمة ويختلفان لمصلحة.
﴿ والشمس والقمر ﴾ ووجه الآية فيهما ما خصهما به من نور، وأظهره فيهما من تدبير وتقدير.
﴿ لا تسجُدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ﴾ قال الزجاج : أي خلق هذه الآيات.
وفي موضع السجود من هذه الآية قولان :
أحدهما : عند قوله ﴿ إن كنتم إياه تعبدون ﴾ قاله ابن مسعود والحسن.
الثاني : عند قوله ﴿ وهم لا يسأمون ﴾ قاله ابن عباس وقتادة.
قوله تعالى :﴿ ومِن آياته أنك ترىلأرض خاشعةً ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : غبراء دراسة، قاله قتادة.
الثاني : ميتة يابسة، قاله السدي.
ويحتمل ثالثاً : ذليلة بالجدب لأنها مهجورة، وهي إذا أخصبت عزيزة لأنها معمورة.
﴿ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : اهتزت بالحركة للنبات، وربت بالارتفاع قبل أن تنبت، قاله مجاهد.
الثاني : اهتزت بالنبات وربت بكثرة ريعها، قاله الكلبي. فيكون على قول مجاهد تقديم وتأخير تقديره : ربت واهتزت.
﴿ إن الذي أحياها لمحيي الموتى ﴾ الآية، جعل ذلك دليلاً لمنكري البعث على إحياء الخلق بعد الموت استدلالاً بالشاهد على الغائب.