قوله تعالى :﴿ وَنَادَوْاْ يَا مَالِكُ ﴾ هذا نداء أهل النار لخزانها حين ذاقوا عذابها.
﴿ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ﴾ أي يميتنا، طلبوا الموت ليستريحوا به من عذاب النار.
﴿ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴾ أي لابثون في عذابها أحياء، وفي مدة ما بين ندائهم وجوابه أربعة أقاويل.
أحدها : أربعون سنة، قاله عبد الله بن عمرو.
الثاني : ثمانون سنة، قاله السدي.
الثالث : مائة سنة، قاله نوف.
الرابع : ألف سنة، قاله ابن عباس، لأن بعد ما بين النداء والجواب أخزى لهم وأذل.
قوله تعالى :﴿ أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أم أجمعوا على التكذيب فإنا مجمعون على الجزاء بالبعث، قاله قتادة.
الثاني : أن أحكموا كيداً فإنا محكمون لها كيداً، قاله ابن زيد.
الثالث : قضوا أمراً فإنا قاضون عليهم بالعذاب، قاله الكلبي.
وقيل إن هذه الآية نزلت في كفار قريش حين اجتمع وجوههم في دار الندوة يتشاورون في أمر النبي ﷺ حتى استقر رأيهم على ما أشار به أبو جهل عليهم أن يبرز من كل قبيلة رجل ليشتركوا في قتله فتضعف المطالبة بدمه، فنزلت هذه الآية، وقتل الله جميعهم عليهم اللعنة يوم بدر.


الصفحة التالية
Icon