قوله تعالى :﴿ وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يَؤْمِنُونَ ﴾ وهي تقرأ على ثلاثة أوجه بالنصب والجر والرفع.
فأما الجر فهي على قراءة عاصم وحمزة، وهي في المعنى راجعة إلى قوله تعالى ﴿ وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ﴾ وعلم قيلِه.
وأما الرفع فهو قراءة الأعرج، ومعناها ابتداء، وقيله، قيل محمد، يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. والقيل هو القول.
وأما النصب فهي قراءة الباقين من أئمة القراء، وفي تأويلها أربعة أوجه :
أحدها : بمعنى إلا من شهد بالحق وقال قيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، على وجه الإنكار عليهم، قاله ابن عيسى.
الثاني : أنها بمعنى أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم وقيلَه يا رب، قاله يحيى بن سلام.
الثالث : بمعنى وشكا محمد إلى ربه قيله، ثم ابتداء فأخبر ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلآءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴾، قاله الزجاج.
قوله تعالى :﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ ﴾ قال قتادة : أمره بالصفح عنهم، ثم أمره بقتالهم فصار الصفح منسوخاً بالسيف. ويحتمل الصفح عن سفههم أن يقابلهم عليه ندباً له إلى الحلم.
﴿ وَقُلْ سَلاَمٌ ﴾ فيه خمسة أوجه :
أحدها : أي قل ما تسلم به من شرهم، قاله ابن عيسى.
الثاني : قل خيراً بدلاً من شرهم؛ قاله السدي.
الثالث : أي احلم عنهم؛ قاله الحسن.
الرابع : أنه أمره بتوديعهم بالسلام ولم يجعله تحية لهم؛ حكاه النقاش.
الخامس : أنه عرفه بذلك كيف السلام عليهم؛ رواه شعيب بن الحباب.
﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ يحتمل أمرين :
أحدهما : فسوف يعلمون حلول العذاب بهم.
الثاني : فسوف يعلمون صدقك في إنذارهم، والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon