ص : ٢٠٨
السادس : أن الداعي بهذا الاسم لا يخطر ذلك بباله، وإنما تكون عنايته مجردة إلى المطلوب بعد ذكر الاسم.
السابع : أنه لو كان التقدير ذلك لكان «اللهم» جملة تامة، يحسن السكوت عليها. لاشتمالها على الاسم المنادى وفعل الطلب. وذلك باطل.
الثامن : أنه لو كان التقدير ما ذكره لكتب فعل الأمر وحده، ولم يوصل باسم المنادى كما يقال : يا اللّه قه «١»، ويا زيد عه «٢»، ويا عمرو فه «٣». لأن الفعل لا يوصل بالاسم الذي قبله حتى يجعلا في الخط كلمة واحدة. هذا لا نظير له في الخط وفي الاتفاق على وصل الميم باسم اللّه دليل على أنها ليست بفعل مستقل.
التاسع : أنه لا يسوغ ولا يحسن في الدعاء أن يقول العبد : اللهم أمّني بكذا بل هذا مستكره من اللفظ والمعنى. فإنه لا يقال : اقصدني بكذا إلا لمن كان يعرض له الغلط والنسيان، فيقول له : اقصدني. وأما من كان لا يفعل إلا بإرادته، ولا يضل ولا ينسى. فلا يقال له : اقصد كذا.
العاشر : أنه يسوغ استعمال هذا اللفظ في موضع لا يكون بعده دعاء.
كقوله صلّى اللّه عليه وسلّم في الدعاء «اللهم لك الحمد، وإليك المشتكي، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا باللّه»
وقوله «اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك : أنك أنت اللّه لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك»
وقوله تعالى : ٣ : ٢٦ قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ- وقوله :
٣٩ : ٤٦ قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ و
قول النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في ركوعه وسجوده «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي».

(١) قه : فعل أمر من الوقاية.
(٢) عه : فعل أمر من الوعي.
(٣) فه : فعل أمر من الإيفاء.


الصفحة التالية
Icon