ص : ٣٣٤
وقال قتادة : الغيض : السقط، وما تزداد : فوق التسعة أشهر.
وقال سعيد بن جبير : إذا رأت المرأة الدم على الحمل فهو الغيض للولد، فهو نقصان في غذاء الولد، وزيادة في الحمل.
«تغيض، وتزداد» فعلان متعديان مفعولهما محذوف، وهو العائد إلى «ما» الموصولة، والغيض : النقصان. ومنه ١١ : ٤٤ وَغِيضَ الْماءُ وضده الزيادة.
والتحقيق في معنى الآية : أنه يعلم مدة الحمل، وما يعرض فيها من الزيادة والنقصان، فهو العالم بذلك دونكم، كما هو العالم بما تحمل كل أنثى : هل هو ذكر أو أنثى؟ وهذا أحد أنواع الغيب التي لا يعلمها إلا اللّه تعالى، كما
في الصحيحين عنه صلّى اللّه عليه وسلّم «مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا اللّه : لا يعلم ما في الأرحام إلا اللّه، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا اللّه»
فهو سبحانه المنفرد بعلم ما في الرحم، وعلم مدة إقامته فيه، وما يزيد في بدنه، وما ينقص.
وما عدا هذا القول فهو من توابعه ولوازمه كالسقط والتمام، ورؤية الدم وانقطاعه.
والمقصود ذكر مدة إقامة الحمل في البطن، وما يتصل بها من زيادة ونقصان.
[سورة الرعد (١٣) : آية ١٧]
أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ (١٧)
شبه اللّه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب والأسماع والأبصار بالماء الذي


الصفحة التالية
Icon