ص : ٥٢٥
ويراد بها : مغايرة الذات إذا خرجت عنها. فإذا قيل : علم اللّه، وكلام اللّه غيره : وعنى أنه غير الذات المجردة عن العلم، والكلام : كان المعنى صحيحا. ولكن الإطلاق باطل. وإذا العلم والكلام مغاير لحقيقته المختصة التي امتاز بها عن غيره : كان باطلا لفظا ومعنى.
وبهذا أجاب أهل السنة المعتزلة القائلين بخلق القرآن، وقالوا : كلامه تعالى داخل في مسمى اسمه. ف «اللّه» اسم للذات الموصوفة بصفات الكمال. ومن تلك الصفات : صفة الكلام، كما أن علمه وقدرته وحياته، وسمعه وبصره : غير مخلوقة. وإذا كان القرآن كلامه، وهو صفة من صفاته. فهو متضمن لأسمائه الحسنى. فإذا كان القرآن غير مخلوق، ولا يقال : إنه غير اللّه، فكيف يقال : إن بعض ما تضمنه- وهو أسماؤه- مخلوقة، وهي غيره؟
فقد حصحص الحق بحمد اللّه وانحسم الإشكال، وبان أسماءه الحسنى التي في القرآن من كلامه. وكلامه غير مخلوق. ولا يقال : هو غيره، ولا هو هو.
وهذا المذهب مخالف لمذهب المعتزلة الذين يقولون : أسماؤه تعالى غيره. وهي مخلوقة، ولمذهب من رد عليهم ممن يقول : اسمه نفس ذاته، لا غيره.
وبالتفصيل تزول الشبه ويتبين الصواب والحمد اللّه.
حجة ثانية لهم : قالوا : قال تبارك وتعالى : ٥٥ : ٧٨ تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ و٧٣ : ٨ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ و٨٧ : ١ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى.
وهذه الحجة عليهم في لا لهم الحقيقة. لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم امتثل هذا الأمر، و
قال :«سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي العظيم»
ولو كان الأمر كما زعموا لقال : سبحان اسم ربي العظيم.