ص : ٦٧
الرافضة بالعكس في كل زمان ومكان، فإنه قطّ ما قام للمسلمين عدو من غيرهم إلا كانوا أعوانهم على الإسلام، وكم جرّوا على الإسلام وأهله من بلية؟ وهل عاثت سيوف المشركين عبّاد الأصنام من عسكر هولاكو وذويه من التتار إلا من تحت رؤوسهم؟ وهل عطلت المساجد، وحرقت المصاحف، وقتل سروات المسلمين وعلماؤهم وعبادهم وخليفتهم إلا بسببهم ومن جرّائهم؟ ومظاهرتهم للمشركين والنصارى معلومة عند الخاصة والعامة، وآثارهم في الدين معلومة.
فأي الفريقين أحق بالصراط المستقيم؟ وأيهم أحق بالغضب والضلال، إن كنتم تعلمون؟ ولهذا فسر السلف الصراط المستقيم وأهله :
بأبي بكر وعمر وأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ورضي اللّه عنهم، وهو كما فسروه.
فإنه صراطهم الذي كانوا عليه، وهو عين صراط نبيهم. وهم الذين أنعم اللّه عليهم، وغضب على أعدائهم، وحكم لهم بالضلال، وقال أبو العالية «١»- رفيع الرياحي- والحسن البصري «٢»، وهما من أجل التابعين : الصراط المستقيم : رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحباه، وقال أبو العالية أيضا في قوله
(٢) هو أبو سعيد الحسن بن أبي حسن البصري، إمام أهل البصرة وخير أهل زمانه، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر وسمع خطبته عثمان وشهد يوم الدار، أبوه مولى زيد بن ثابت وأمه مولاة أم سلمة. كان جميلا فصيحا، قال أبو عمرو بن العلاء : ما رأيت أفصح من الحسن والحجاج قال ابن سعد في طبقاته : كان جامعا عالم رفيعا فقيها حجة مأمونا عابدا نساكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما. توفي سنة عشر ومائة. (انظر شذرات الذهب).