قوله تعالى (وَلَو أَنَّما في الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ) قال المفسرون: سألت اليهود رسول الله ﷺ عن الروح، فأنزل الله (وَيَسئَلونَكَ عَنِ الرُوحِ قُلِ الرُوح ُمِن أَمرِ رَبّي، وَما أُوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلّا قَليلاً) فلما هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا: يا محمد بلغنا عنك أنك تقول (وَما أُوتيتُم مِّنَ العِلمِ إِلاّ قَليلاً) أفتعنينا أم قومك؟ فقال: كلاً قد عنيت، قالوا: ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة وفيها علم كل شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي في علم الله سبحانه قليل، ولقد آتاكم الله تعالى ما إن عملتم به انتفعتم به، فقالوا: يا محمد كيف تزعم هذا أنت تقول (وَمَن يُؤتَ الحِكمَةَ فَقَد أُوتِيَ خَيراً كَثيراً) وكيف يجتمع هذا؟ علم قليل وخير كثير، فأنزل الله تعالى (وَلَو أَنَّما في الأَرضِ مِن شَجَرَةٍ أَقلامٌ) الآية.
قوله تعالى (إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلمُ الساعَةِ) نزلت في الحارث بن عمرو بن حارثة بن محارب بن حفصة من أهل البادية أتى النبي ﷺ فسأله عن الساعة ووقتها، وقال: إن أرضنا أجدبت، فمتى ينزل الغيث، وتركت امرأتي حبلى فماذا تلد؟ وقد علمت أين ولدت فبأي أرض أموت؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية. أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المؤذن قال: أخبرنا محمد بن حمدون بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن الحسين الحافظ قال: أخبرنا حمدان السلمي قال: حدثنا النضر بن محمد قال: حدثنا عكرمة قال: حدثنا إياس بن سلمة قال: حدثني أبي أنه كان مع النبي ﷺ إذ جاء رجل بفرس له يقودها عقوق ومعها مهرة له يبيعها، فقال له: من أنت؟ قال: أنا نبي الله، قال: ومن نبي الله؟ قال: رسول الله، قال متى تقوم الساعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيب ولا يعلم الغيب إلا الله، قال: ما في بطن فرسي هذه؟ قال: غيب ولا يعلم الغيب إلا الله قال: أرني سيفك، فأعطاه النبي ﷺ سيفه فهزه الرجل ثم رده إليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنك لم تكن تستطيع الذي أردت، قال: وقد كان الرجل، قال: أذهب إليه فأسأله عن هذه الخصال، ثم أضرب عنقه.
أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال: أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي سويد قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمهم إلا الله تعالى، لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، ولا يعلم: ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى ينزل الغيث إلا الله. رواه البخاري، عن محمد بن يوسف عن سفيان.
سورة السجدة
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. قوله تعالى (تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ) قال مالك بن دينار: سألت أنس بن مالك عن هذه الآية فيمن نزلت، فقال: كان أناس من أصحاب رسول الله ﷺ يصلون من المغرب إلى صلاة العشاء الآخرة، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.