أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن مالك قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا خالد بن الوليد قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، عن عمر بن الخطاب قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية التي في البقرة (يَسأَلونَكَ عَنِ الخَمرِ وَالمَيسِرِ) فدعى عمر فقرئت عليه، فقال اللهم بين لنا من الخمر بياناً شافياً فنزلت الآية التي في النساء (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَقرَبوا الصَلاةَ وَأَنتُم سُكارى) فكان منادي رسول الله ﷺ إذا أقام الصلاة ينادي لا يقربن الصلاة سكران، فدعى عمر فقرئت عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شافياً، فنزلت هذه الآية (إِنَّما الخَمرُ وَالمَيسِرُ) فدعى عمر فقرئت عليه، فلما بلغ (فَهَل أَنتُم مُّنتَهونَ) قال عمر: انتهينا، وكانت تحدث أشياء لرسول الله ﷺ لأسباب شرب الخمر قبل تحريمها، منها قصة علي بن أبي طالب مع حمزة رضي الله عنهما، وهي ما أخبر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي خالد قال: أخبرنا يوسف بن موسى المروزي قال: أخبرنا عمر بن صالح قال: أخبرنا عنبسة قال: أخبرنا يوسف، عن ابن شهاب قال: أخبرني علي بن الحسين، أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب قال: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر، وكان رسول الله ﷺ أعطاني شارفاً من الخمس، ولما أردت أن أبتني بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واعدت رجلاً صواغاً من بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر أردت أن أبيعه من الصواغين فأستعين به في وليمة عرسي، فبينما أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادها، فلم أملك عيني حين رأيت ذلك المنظر، قلت: من فعل هذا؟ فقالوا: فعله حمزة وهو في البيت في شرب من الأنصار عنده قينة وأصحابه، فقالت في غنائها:
أَلا يا حَمزُ لِّلشَرفِ النَواءِ | وَهُنَّ مُعَقَلاتٌ بِالفِناءِ |
زَجَ السِكينُ في اللَّباتِ مِنها | فَضَرَجَهُنَّ حَمزَةُ بِالدِماءِ |
فأَطعِم مِن شَرائِحِها كَباباً | مُلَهوَجَةً عَلى رَهجِ الصِلاءِ |
فَأَنتَ أَبا عَمارةٍ المُرَجى | لِكَشفِ الضُرِ عَنا وَالبَلاءِ |