قلت:

وهاك خلف علماء العدد في الآي منظوما على المعتمد
سميته الفرائد الحسانا أرجو به القبول والإحسانا
وأقول: هاك اسم فعل أمر بمعنى خذ، والخلف بمعنى الاختلاف، والآية في اللغة العلامة، وفي الاصطلاح طائفة من القرآن الكريم ذات مبدأ ومقطع علمت بالتوقيف من الشارع، وجعلت دلالة وعلامة على انقطاع الكلام، وعلى صدق المخبر بها، والفرائد جمع فريدة، وهى الجوهرة النفيسة. والحسان جمع حسناء والمعنى: خذ أيها الطالب المختلف فيه بين العلماء الذين بحثوا في عدد آي القرآن الكريم حال كون هذا المختلف فيه منظوما ليسهل عليك حفظه وضبطه، وحال كونه ثابتا على القول الذى اعتمده العلماء وآثروه بالقبول. وقد سميت هذا المنظوم "الفرائد الحسان" تشبيها له في اتساقه وانتظامه وعظم قيمته بالجواهر الحسان وأنا أرجو بسبب هذا النظم القبول من الله تبارك وتعالى لعملي، والإحسان إلي في الدنيا والآخرة لأني خدمت به ناحية من القرآن الكريم وهى بيان المواضع التي وقع خلاف العلماء في عدها آية وعدم عدها، وهي ناحية هامة لها فوائد جليلة ستقف عليها قريبا إن شاء الله تعالى. وقد اقتفيت في هذا النظم أثر الإمامين الجليلين أبي عمرو الداني في كتابه "البيان" والشاطبي في "ناظمة الزهر" وجعلت هذين الكتابين عمدتي ومرجعي فيما يتعلق بجميع أئمة العدد، ما عدا العدد الحمصي فإنهما لم يتعرضا له فجعلت عمدتي في بيانه "تحقيق البيان" ونظمه لخاتمة المحققين الشيخ محمد المتولي و"إتحاف فضلاء البشر" للأستاذ الفاضل الشيخ البنا، و"لطائف الإشارات" للعلامة القسطلاني: وقبل الشروع في المقصود


الصفحة التالية
Icon