لا يعد أيضا حروف التهجي التي افتتح بها بعض السور إذا كانت مقترنة براء وذلك ﴿الر﴾ أول سورة يونس، وهود، ويوسف، وإبراهيم، والحجر، و ﴿المر﴾ أول سورة الرعد فليس شيء من ذلك آية عند الكوفي ولا عند غيره. ثم ذكرت في البيت الثاني أن الآيتين أول سورة الشورى وهما ﴿حم﴾ و ﴿عسق﴾ تعدان للحمصي. فهو يوافق الكوفي في عد هاتين الآيتين فقط دون غيرهما من فواتح السور التي عرفت فيما سبق أن الكوفي ينفرد بعدها.
والله تعالى أعلم.
قلت:
وعد شامي أليم أولا... سواه مصلحون عنه نقلا
وأقول: أخبرت أن الشامي يعد لفظ أليم مواضعه والمراد به قوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم﴾ الذي بعده ﴿بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون﴾ وقيدت لفظ أليم بالأول احترازا عن غيره من باقي المواضع المذكورة في السورة مثل ﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ و ﴿وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فهى معدودة اتفاقا، وقولي: "سواه مصلحون" إلخ معناه أن غير الشامي من علماء العدد يعد ﴿مُصْلِحُونَ﴾ من قوله تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾ والحاصل أن الشامي ينفرد بعد أليم المتقدم ولا يعد ﴿مُصْلِحُونَ﴾ وأن غيره من باقي علماء العدد يترك عد ﴿أَلِيم﴾ ويعد ﴿مُصْلِحُونَ﴾.
قلت:
وخائفين عد للبصري... وثاني الألباب للشامي
كالثان والعراق ثم ثاني... خلاق اتركنه للثاني
وأقول: أمرت بعد خائفين من قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ﴾