سورة الشعراء:
قلت:
أول تعلمون كوف أهمله | ثالث تعبدون بصر حظله |
به الشياطين اعددن لكلهم | لا المدني الأخير مع مكيهم |
وأقول: اشتمل البيت الأول على بيان أن لفظ تعلمون الأول وهو قوله تعالى:
﴿فَلَسَوْفَ تَعْلَمُون﴾ أهمله الكوفي وعده غيره والتقييد بالأول للاحتراز عن الموضع الثاني وهو قوله تعالى:
﴿أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُون﴾ فإنه معدود إجماعا وأن لفظ تعبدون في ثلث مواضعه وهو قوله تعالى:
﴿وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ﴾ حظل أي منع عده البصري وعده الباقون. وتقييده بالثالث لإخراج الموضعين قبله وهما
﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ﴾ و
﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُون﴾ فلا خلاف في عدهما واشتمل البيت الثاني على الأمر بعد قوله تعالى:
﴿وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ﴾ لكل أئمة العدد إلا المدني الأخير والمكي فلا يعدانه. وتقييد لفظ الشياطين بكلمة "به" للاحتراز عن قوله تعالى:
﴿عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين﴾ فإنه متفق على عده.
تنبيه: دل النظم على أن مواضع الخلاف في هذه السورة ثلاثة "تعلمون" و"تعبدون" و"به الشياطين" ويزاد رابع وهو طسم، فالكوفي يعده وغيره يتركه كما علمت والله أعلم.