قلت:
وفي الحميم أول مكي... وتشركون الكوف والشامي
وأقول: المعني أن قوله تعالى: ﴿فِي الْحَمِيم﴾ يعده المدني الأول والمكي ويتركه غيرهما١، وقوله تعالى: ﴿أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ يعده الكوفي والشامي ويسقطه سواهما، وقد ذكر إمامنا الشاطبي الخلاف فيه للشامي ولكن لم أعرج على هذا الخلاف في النظم بل قطعت بأن الشامي يعده كالكوفي تبعا للإمام الداني في كتابه "البيان" حيث لم يذكر خلافا للشامي بل جزم بأن الشامي يعده قولا واحدا كالكوفي، فذكر الشاطبي الخلاف للشامي خروج عن أصله فلذا لم أتبعه بل اتبعت الأصل. وإلى هنا تم الكلام على مواضع الخلاف في سورة غافر.
قلت:
ثمود إذ للبصر دع والشامي... والكوف والحمصي كالأعلام
وأقول: أمرت بترك عد قوله تعالى: ﴿مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُود﴾ الذي بعده "إذ" للبصري والشامي، فيكون معدودا للحجازيين والكوفي، وقيدت ثمود بإذ احترازا عن ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ﴾ فليس معدودا لأحد، ثم بينت أن الكوفي والحمصي يعدان "كالأعلام" في قوله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ فلا يكون معدودا لغيرهما "تتمة": الفواصل المختلف فيها في سورة غافر تسعة تعرض النظم لبيان ثمانية وهي: التلاق، بارزون، كاظمين، الكتاب، والبصير، يسحبون، في الحميم، تشركون، والتاسعة "حم" ولا يخفي عدها للكوفي
والمختلف فيه في سورة فصلت موضعان تعرض النظم لبيان واحد وهو "وثمود" وترك آخر وهو "حم". والفواصل المختلف فيها في سورة الشورى ثلاثة وقد تعرض النظم لبيان واحدة وهي "كالأعلام" وترك ثنتين وهما "حم" و "عسق" وقد عدهما الكوفي والحمصي كما سبق التنبيه على ذلك أول سورة البقرة والله أعلم.