في الناظمة: واقتفى أثرهما كالإمام الجعبرى في شرح الشاطبية، والشيخ المدقق ملا على قارئ في شرح الشاطبية أيضا. فاحرص على هذا والله يتولى هداك. وأفاد البيت الثالث أن قوله تعالى: ﴿يَغْلِي فِي الْبُطُون﴾ قد أهمل عده المدني الأول والدمشقي فيكون معدودا للباقين، "تنبيه" المختلف فيه في سورة الزخرف موضعان "حم" و"مهين" وفي سورة الدخان أربعة "حم" و "ليقولون" و ﴿شَجَرَتَ الزَّقُّوم﴾ و ﴿يَغْلِي فِي الْبُطُون﴾ والله تعالى أعلم.
سورة القتال:
قلت:

ضرب الرقاب والوثاق اعددهما كذاك منهم لحمص انتمى
وأقول: تضمن هذا البيت الأمر بعد مواضع ثلاثة للحمصي وحده. فتكون ساقطة في عد غيره. الموضع الأول: ﴿فَضَرْبَ الرِّقَاب﴾، الثاني: ﴿فَشُدُّوا الْوَثَاق﴾ الثالث: ﴿لانْتَصَرَ مِنْهُمْ﴾ ومعنى انتمى انتسب أي أن ما ذكر من المواضع انتسب عدا للحمصي ولم ينتسب في العد لغيره.
قلت:
أوزارها يسقطها الكوفي ثاني بالهم نفي الحمصي
ومثله أقدامكم والبصري للشاربين مع حمص يجري
وأقول: المعني: أن قوله تعالى: ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ يسقطها الكوفي، ويعدها غيره، وأن لفظ بالهم الثاني وهو قوله تعالى: ﴿وَيُصْلِحُ بَالَهُم﴾ نفي عده الحمصي فيكون ثابتا في عد الباقين، وتقييده بالثاني للاحتراز عن الأول وهو ﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُم﴾ فإنه متفق على عده، ثم بينت أن قوله تعالى:
﴿وَيُثَبِّت أَقْدَامَكُمْ﴾ مثل بالهم المتقدم في الحكم يعده من يعده ويسقطه من يسقطه؛ فيسقطه الحمصي ويعده الباقون، ثم ذكرت أن البصري يجري -مع الحمصي- قوله تعالى: ﴿لَذَّةٍ لِلشَّارِبِين﴾ مع الآيات المعدودة، فلا يجريه غيرهما. ومواضع الخلاف في هذه السورة سبعة: ﴿فَضَرْبَ الرِّقَاب﴾، ﴿فَشُدُّوا الْوَثَاق﴾، ﴿لانْتَصَرَ مِنْهُم﴾، ﴿أَوْزَارَهَا﴾، ﴿وَيُصْلِحُ بَالَهُم﴾، ﴿وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم﴾، ﴿لَذَّةٍ لِلشَّارِبِين﴾. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon