"وحور عين" فلم يرو لغيرهما. وأن قوله تعالى: ﴿وَلا تَأْثِيمًا﴾ المدني الأول والمكي نفيا عده. فيكون معدودا لغيرهما، ودل البيت الثاني على أن كلمة اليمين الأولى في قوله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِين﴾ رد عدها الكوفي والمدني الثاني، فيعدها الباقون. والتقييد بالأولى لإخراج غيرهما١ في السورة كما دل على أن قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً﴾ لا يعد للبصري فيعد لغيره، ودل البيت الثالث على أن كلمة الشمال الأولى في قوله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَال﴾ يسقط عدها الكوفي ويعدها غيره. والتقييد بالأولى لإخراج الثانية وهي ﴿مَا أَصْحَابُ الشِّمَال﴾ فإنها معدودة إجماعا، كما دل على أن كلمة حميم الأولى وهي ﴿فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ﴾ يترك عدها المكي ويعدها الباقون، والتقييد بالأولى لإخراج الثانية وهي ﴿فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيم﴾ والثالثة وهي ﴿فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ﴾ فمتفق على عدهما.
قلت:

واعدد يقولون لمك حمصي والأولون عنه دع بالنص
والآخرين اعدده للمكي والكوف والأول والبصري
عد لمجموعون ثان شامهم ثم الدمشقي وريحان وسم
وأقول: أمرت في البيت الأول بعد قوله تعالى: ﴿وَكَانُوا يَقُولُون﴾ للمكي والحمصي، فيكون غير معدود للباقين، وبعدم عد قوله تعالى: ﴿أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ للحمصي فيكون معدودا لغيره، وأمرت في البيت الثاني بعد قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ﴾ للمكي والكوفي والمدني الأول والبصري. فيترك في
١ وقعت هذه الكلمة في السورة خمس مرات، والخلاف إنما هو في الأولى فحسب وباقى المواضع لا خلاف في عدها وهي: ﴿مَا أَصْحَابُ الْيَمِين﴾، و ﴿لِأَصْحَابِ الْيَمِين﴾، و ﴿مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِين﴾ في موضعين.


الصفحة التالية
Icon