من الجريد وجدرانه من اللبن، فإذا علم ما ذكر زال الاستغراب من هذه الرواية التى هي عين الحقيقة.
واخرج ابن أشتة في المصاحف عن الليث بن سعد قال أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية الا بشاهدي عدل وان آخر سورة براءة لم توجد الا مع خزيمة بن ثابت (١) فقال اكتبوها فان رسول الله ﷺ جعل شهادته بشهادة رجلين (٢) فكتب وان عمر اتى بآية الرجم
(١) ترجمة خزيمة بن ثابت ستأتي في الفصل الثالث في ضبط وتصحيح المصحف الكريم - لكن ورد في بعض الروايات " مع أبى خزيمة الانصاري " فتأمل وقد تقدم الكلام عليه في جمع ابى بكر للقرآن (٢) سبب جعل شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين هو ان النبي ﷺ اشترى فرسا من سواد بن الحارث فاستتبعه ليقضيه ثمن الفرس فأسرع النبي ﷺ المشى وابطأ البائع المذكور فجعل رجال يعترضونه يساومونه في الفرس حتى زادوه على ثمنه وهم لا يعلمون ان النبي ﷺ اشتراه منه فانكر الاعرابي بيعه للنبي ﷺ فشهد له خزيمة بن ثابت فقال له رسول الله ﷺ بم تشهد ولم تكن حاضرا قال بتصديقك وانك لا تقول الا حقا فقال عليه الصلاة والسلام من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه وفي رواية فجعل شهادته بشهادة رجلين - هذه خلاصة القصة وهى مشهورة في كتب الاحاديث والسير قال الامام السندي في حاشيته على سنن النسائي والمشهور انه ﷺ رد الفرس بعد ذلك على الاعرابي فمات من ليلته عنده، رواه النسائي في اواخر كتاب البيوع (*)