أو تقريره، ولا يخفى أن النبي ﷺ عرض القرآن على جبريل مرتين (١) في السنة التى توفى فيها، ولا ريب أن القرآن حينئذ كان قد انزل كله على رسول الله ﷺ فعرضه على جبريل هذه المرة كان من أوله الي آخره، وبالضرورة يكون ترتيبه على ما هو في اللوح المحفوظ الموافق على ما هو عليه الآن بهذه الصفة إذ لا يعرضه ﷺ العرض الاخير على جبريل الا مرتب الايات والسور، وان زيد بن ثابت كان حاضرا هذه العرضة الاخيرة وهو كاتب الوحى فعلى هذه العرضة كتب مصحف ابى بكر ومصحف عثمان.
ثم لا يعقل أن يضعوا سور القرآن كيفما اتفق لهم، فلو كان ترتيبها باجتهادهم لرتبوها اما بحسب تاريخ نزولها أو مواقعها، واما بحسب طولها وقصرها، واما بحسب ترتيب مصحف احد كبار الصحابة
(١) قال في فتح الباري شرح صحيح البخاري واختلف في العرضة الاخيرة هل كانت بجميع الاحرف المأذون في قراءتها أو بحرف واحد منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذى جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره وقد روى احمد وابن ابى داود والطبري من طريق عبيدة بن عمر السلمانى ان الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الاخيرة اه من الفتح وتؤخذ من هذه العرضة جملة امور - منها - اكمال نزول القرآن - ومنها ترتيب الآيات والسور - ومنها الاشارة إلى قرب أجله ﷺ فقد
روى البخاري انه اسر إلى ابنته فاطمة أن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة وانه عارضنى العام مرتين ولا أراه الا حضر اجلى.
(*)
روى البخاري انه اسر إلى ابنته فاطمة أن جبريل يعارضني بالقرآن كل سنة وانه عارضنى العام مرتين ولا أراه الا حضر اجلى.
(*)