٣٢٠ - عبد الرزاق قال : نا بكار بن عبد الله، قال : سمعت وهب بن منبه، يحدث قال : لما خرج أو قال :« برز طالوت لجالوت » قال جالوت :« أبرزوا إلي من يقاتلني، فإن قتلني فلكم ملكي، وإن قتلته فلي ملككم، فأتي بداود إلى طالوت، فقاضاه إن قتله أن ينكحه ابنته، ويحكمه في ملكه » قال : فألبسه طالوت سلاحه، فكره داود أن يقاتله بسلاح، وقال :« إن الله لم ينصرني عليه لم يغن السلاح، فخرج إليه بالمقلاع، ومخلاة فيها الحجارة، ثم برز إليه » فقال جالوت :« أنت تقاتلني ؟ » قال داود :« نعم » قال :« ويلك ما خرجت إلي إلا كما يخرج للكلب بالمقلاع والحجارة، لأبددن لحمك، ولأطعمنه اليوم السباع، فقال له داود :» بل أنت عدو الله شر من الكلب، وأخذ داود حجرا، فرماه بالمقلاع، فأصابه بين عينيه، حتى نفذ في دماغه، فصرع جالوت، وانهزم من معه، وأخذ داود رأسه، فلما رجعوا إلى طالوت ادعى الناس قتل جالوت، فمنهم من يأتي بالسيف، أو بالشيء من سلاحه، أو جسده، وخبأ داود رأسه، فقال طالوت :« من جاء برأسه فهو الذي قتله، فجاء به داود، ثم قال لطالوت :» أعطني ما وعدتني، فندم طالوت على ما شرط له، وقال :« إن بنات الملوك لا بد لهن من صداق، وأنت رجل جريء شجاع، فاجعل لها صداقا (١) ثلاث مائة غلفة من أعدائنا، وكان يرجو بذلك أن يقتل داود، فغدا داود فأسر ثلاث مائة، وقطع غلفهم، وجاء بها، فلم يجد طالوت بدا من أن يزوجه، فزوجه، ثم أدركته الندامة، فأراد قتل داود، فهرب منه إلى الجبل، فنهض إليه طالوت، فحاصره، فلما كان ذات ليلة سلط النوم على طالوت وحرسه، فهبط إليهم داود، فأخذ إبريق طالوت الذي كان يشرب به ويتوضأ، وقطع شعرات من لحيته، وشيئا من هدب ثيابه، ثم رجع داود إلى مكانه، فناداه :» أن تعاهد حرسك، فإني لو شئت أن أقتلك البارحة فعلت، بآية أن هذا إبريقك، وشيء من شعر لحيتك، وهدب ثيابك، وبعث به إليه، فعلم طالوت أنه لو شاء قتله، فعطفه ذلك عليه، فأمنه، وعاهد الله ألا يرى منه بأسا، ثم انصرف، ثم كان في آخر أمر طالوت أنه كان يدس لقتله، وكان طالوت لا يقاتل عدوا إلا هزم حتى مات « قال بكار :» وسئل وهب وأنا أسمع : أنبيا كان طالوت يوحى إليه ؟ « فقال :» لا، لم يأته وحي، ولكن كان معه نبي يوحى إليه « يقال له :» أشمويل، يوحى إليه، وهو الذي ملك طالوت «

(١) الصداق : المهر


الصفحة التالية
Icon