٥٠ - عبد الرزاق قال : نا معمر، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عمرو بن ميمون الأودي، في قوله تعالى ( وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون (١) ) قال : لما خرج موسى مع بني إسرائيل بلغ ذلك فرعون، فقال :« لا تتبعوهم حتى يصيح الديك » قال :« فوالله ما صاح ليلتئذ ديك حتى أصبحوا، فدعا بشاة فذبحت » ثم قال :« لا أفرغ من كبدها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القبط، فلم يفرغ من كبدها حتى اجتمع إليه ستمائة ألف من القبط، ثم سار موسى بمن معه » فلما أتى موسى البحر قال له رجل من أصحابه يقال له يوشع بن نون : أين أمرك ربك يا موسى ؟ قال :« أمامك، يشير إلى البحر، فأقحم (٢) يوشع فرسه في البحر، حتى بلغ الغمر، فذهب به ثم رجع » فقال :« أين أمرك ربك يا موسى ؟ فوالله ما كذبت، ولا كذبت » فقال ذلك ثلاث مرات، ثم أوحى الله جل ثناؤه (٣) إلى موسى ( أن اضرب بعصاك البحر (٤) ) فضربه ( فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ) مثل جبل نخلة، ثم سار موسى ومن معه، وأتبعهم فرعون في طريقهم، حتى إذا انتهوا إليه أطبقه الله عليهم، فذلك قوله ( وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون )، قال معمر : وقال قتادة : كان مع موسى ستمائة ألف، وأتبعهم فرعون على ألفي ألف ومائتي ألف حصان

(١) سورة : البقرة آية رقم : ٥٠
(٢) أقحم : ألقى
(٣) الثناء : المدح والوصف بالخير
(٤) سورة : الشعراء آية رقم : ٦٣


الصفحة التالية
Icon