٦٥٠ - عبد الرزاق قال : أخبرني يحيى بن يعلى، عن الكلبي، عن شهر بن حوشب، قال : عرضنا الحجاج على أعطياتنا بطانة، وعلي ثياب رثة (١)، وتحتي فرس رثة، فقال لي : يا شهر، ما لي أرى فرسك رثة، وثيابك رثة ؟ قال : فقلت :« أما الفرس فقد ابتعتها، ولم آل، وأما ثيابي فبحسب الرجل ما وارى عورته » قال :« ولكني أراك تكره لباس الخز (٢) » قال : قلت :« ما أكرهه » قال :« فأمر لي بقطعة من خز، وكساء خز، وعمامة من خز » ثم قال : يا شهر « آية من كتاب الله، ما قرأتها إلا اعترض في نفسي منها شيء » قول الله تعالى :( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته (٣) ) وأنا أوتى بالأسارى، فأضرب أعناقهم، فلا أسمعهم يقولون شيئا قال : قلت :« إنها رفعت إليك على غير وجهها، إن النصراني إذا خرجت نفسه » أو قال :« روحه ضربته الملائكة من قبله ودبره » وقالوا : أي خبيث إن المسيح الذي زعمت أنه الله، وأنه ابن الله، وأنه ثالث ثلاثة - عبد الله، وروحه، وكلمته، فيؤمن به حين لا ينفعه إيمانه، وإن اليهودي إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من قبله ودبره، وقالوا : أي خبيث إن المسيح الذي زعمت أنك قتلته - عبد الله، وروحه، وكلمته، فيؤمن به حين لا ينفعه إيمانه، فإذا كان عند نزول عيسى آمنت به أحياؤهم، كما آمنت به موتاهم، فقال :« من أين أخذتها ؟ » قال : قلت : عن محمد بن علي، قال : لقد أخذتها من معدنها، قال شهر :« وايم الله، ما حدثتنيه إلا أم سلمة، ولكني أحببت أن أغيظه »
(٢) الخز : ثياب تنسج من صوف وحرير
(٣) سورة : النساء آية رقم : ١٥٩