٦٩٠ - نا عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، قال : حدثنا رجل من مزينة ونحن جلوس عند ابن المسيب، عن أبي هريرة، قال : زنى رجل من اليهود وامرأة، فقال بعضهم لبعض : اذهبوا إلى هذا النبي، فإنه نبي بعث بتخفيف، فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها، واحتججنا بها عند الله، وقلنا : فتيا نبي من أنبيائك، فقال : فأتوا النبي ﷺ وهو جالس في المسجد في أصحابه، فقالوا : يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة منهم زنيا، فلم يكلمهم كلمة حتى أتى بيت مدراسهم، فقام لهم على الباب، فقال :« أشهدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى بن عمران ما تجدون في التوراة على من زنا إذا أحصن ؟ »، فقالوا : يحمم ويجبه، قالوا : والتجبية أن يحمل الزانيان على حمار، وتقابل أقفيتهما ويطاف بهما، قال : وسكت شاب منهم فلما رآه النبي ﷺ سكت ألظ به النشدة، فقال : اللهم إذا نشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم، فقال النبي ﷺ :« فما أول ما ارتخصتم أمر الله ؟ » قال : زنا رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا، فأخر عنه الرجم، ثم زنى رجل آخر في أثرة من الناس فأراد رجمه فحال قومه دونه، وقالوا : لا ترجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه فأصلحوا هذه العقوبة بينهم، وقال النبي ﷺ :« فإني أحكم بما في التوراة »، فأمر بهما فرجما، قال الزهري فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا (١) ) فكان النبي ﷺ منهم

(١) سورة : المائدة آية رقم : ٤٤


الصفحة التالية
Icon